Kevser-i Cari
الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري
Araştırmacı
الشيخ أحمد عزو عناية
Yayıncı
دار إحياء التراث العربي
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Yayın Yeri
بيروت - لبنان
Türler
خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»، قَالَ: " فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي،
ــ
فإن قلت: نُقل عن القاضي عياض أنه: لم يَشْكَّ في رسالته بعد إتيان المَلَك؟ قلتُ: مودودٌ بما ذكرنا من الأحاديث.
(خديجة) بنت خُويلد -بضم الخاء على وزن المصغر-: ابن أسد بن عبد العزى بن قُصي، تزوّجها رسول الله ﷺ وهو ابنُ خمسٍ وعشرين سنة وهي بنت أربعين سنةً، ولم يتزوج عليها ما دامت حيةً، توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين، وستأتي مناقبها في الكتاب، في المناقب.
(فيتزوَّد لمثلها) أي: لمثل تلك الليالي (حتى جاءه الحق) أي: حامل الوحي، وأشار بالحق إلى أنه الدينُ الثابت إلى آخر الدهر، من: حقَّ الشيءُ إذا ثَبَتَ، أو الحق الذي هو ضدّ الباطل من الكهانة وغيرها (فجاءه المَلَكُ) تفصيلٌ لكيفية مجيء الحق نحو: ﴿وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ﴾ [هود: ٤٥] ففي رواية لمسلم: فَجِئه -بفتح الفاء وكسر الجيم- من المفاجاة أي: جاء بغتةً من غير سبقِ إشعار، (فقال: اقرأ) قلتُ: (ما أنا بقارئ) وفي بعضها: "قال" بدل "قلتُ" على أنه كلام خديجة حكايةً عن حاله. و"ما" نافية، نفى كونه قارئًا وقيل: استفهامية ولا معنى لها. والاستدلالُ عليها برواية: "ما أقرأُ؟ " ليس بشيء، لأنها نافية أيضًا، ولم سُلِّم فلا دلالةَ. أو يكون قد قال ذلك. وهذا أيضًا كما روي أنه قال: "كيف أقرأُ؟ " فلا منافاة. والظاهر في القصر أنه قصرُ إفرادٍ؛ فإن رسول الله ﷺ حَمَل كلامه على أنه ظنه قارئًا كسائر الناس، فقال أنا الذي مقصور على عدم القراءة، فإن المسند إليه إذا وَليه حرفُ النفي نحو: ما أنا قلتُ، هذا يفيد ثبوت القول، وأنت تنفيه عنك. وحَمَله بعضُهم على التقوى، لأن القصر يفيد ردّ المخاطب من الخطأ إلى الصواب، ولا يتصور ذلك في جبريل ﵇، وتكلّف آخرون في توجيه القَصْرِ بما لا يُرْتَضى. وكل ذلك خبطٌ؛ لأنه لم يَدْرِ أنه مَلَك فضلًا عن كونه جبريل.
(فأخذني فغطَّني) الغَطّ أصله: الغوص في الماء، أُريدَ به العصر الشديد. قيل: إنما
1 / 39