341

Parlak Yıldız Tirmizi'nin Derlemesi Üzerine

الكوكب الدري على جامع الترمذي

Araştırmacı

محمد زكريا بن محمد يحيى الكاندهلوي

Yayıncı

مطبعة ندوة العلماء الهند

Türler

النبي ﷺ أمرهم بالجلوس في الصلاة يريد بذلك أن يستقر في أذهانهم كراهته ما يفعله أهل فارس والروم بخدمة ملوكهم من القيام إذ كانت فيه شائبة وشبه بالشرك فلما استقر ذلك تركه كما فعل في آخر صلاة صلاها بالجماعة فإنه كان إمام القوم لحصر أبي بكر عن القراءة كما كان وقع مثل ذلك قبل ذلك أيضًا في صحته ﷺ وأما ما رواه البعض من أن النبي ﷺ كان مؤتمًا بأبي بكر لا إمامًا لهم فيرده قعوده ﷺ عن شمال (١) أبي بكر فإن النبي ﷺ لو لم يكن إمامًا لما جلس إلا إلي يمينه والعذر أنه إنما فعل ذلك لما كان حسر عن المشي غير مسلم لأنه لم يكن ليترك سنة القيام توقيًا عن أدنى المشقة ولم يكن يثقل عليه أن يشير بأبي بكر فيصير عن يساره وقال أحمد وإسحاق روايات عائشة في صلاته تلك متخالفة فوجب المصير إلى غيرها فقلنا بما رواه أنس بن مالك قال صلى رسول الله ﷺ في مرضه خلف أبي بكر قاعدًا في ثوب متوشحًا به مع أن فعله هذا لا يخالف ما فعله قبل ذلك وأمر به وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعين وأما إذا حمل على ما حمل عليه أبو حنيفة والشافعي وغيرهم يلزمهم النسخ بغير دليل إذ الروايات متعارضة فامتنع الترجيح قلنا لا تعارض في روايتي عائشة فإنها روت حسب ما علمت من إمامة أبي بكر ثم لما علمت أن النبي ﷺ كان هو الإمام روت ذلك أو يقال أن قول عائشة وغيرها في ائتمامه ﷺ بأبي بكر موجه بأنه ليس في قولهم ما فيه

(١) فقد ورد نصًا عند الشيخين وغيرهما أنه ﷺ جلس عن يسار أبي بكر كذا في الأوجز.

1 / 341