215

Gezgin Yıldızlar ve Onuncu Yüzyıl Kişilikleri

الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة

Soruşturmacı

خليل المنصور

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

المكي الحنفي وغيرهم، وجاور بمكة في سنة إحدى وثلانين وتسعمائة، وكان نازلًا في دار بني فهد، فتوعك في ثامن عشر شعبان، وبقي متوعكًا اثني عشر يومًا منها ثلاثة أيام كان في مصطلحًا لا يدخل جوفه فيها شيء، ولا يخرج منه شيء، ولا ينطق بشطر كلمة، ثم فتح عينيه في أثنائها، وقال: لا إله إلا الله إقض إمض إقض أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. مادًا السبابة والإبهام فما أتمها إلا مقبوضًا إلى رحمة الله تعالى، وكان ذلك في غرة رمضان سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة كما ذكر ذلك العلائي في تاريخه، وقال محدث مكة جار الله بن فهد في كتابه إلى الشيخ شمس الدين بن طولون: فقدر الله تعالى وفاته في ليلة الجمعة غرة شهر رمضان عند إطفاء المصابيح أوان الفجر. قال: وكان ذلك مصداق منام رؤي له في أول السنة يؤمر فيه بزيارة النبي ﷺ. قال: إطفاء المصابيح. قال: وضمن ذلك بعض الشعراء في أبيات وهي:
توفي عبد الحق يوم غروبه ... بمكة بعد الصبح بدء صيامه
وزد واحدًا فوق الثلاثين مردفًا ... بتسع ميء واجعله عام حمامه
قضى عالم الدنيا كأن لم يكن بها ... سقى الله قبرًا ضمه من غمامه
قال الشيخ جار الله: وصلي عليه عقب صلاة الجمعة عند باب الكعبة، وشيعه خلق كثير إلى المعلا، ودفن بتربة سلفنا عند مصلب سيدنا عبد الله بن الزبير الصحابي - رضي الله تعالى عنه - بشعب النور، ورثاه جماعة من الشعراء، وحزن الناس عليه كثيرًا، فإنه خاتمة المسندين والقراء أيضًا، وقد جاوز التسعين. انتهى.
وذكر العلائي في تاريخه أن الذي صلى عليه إمامًا ولده العلامة شهاب الدين وأنه دفن في التربة المذكورة بين قبري محدثي الحجاز الشيخين الحافظين تقي الدين بن فهد، وولده نجم الدين بن فهد، وكان يومًا مشهودًا، وخلف ثلاثة بنين رجالًا متتابعة صلحاء عقلاء فضلاء غير أن أوسطهم الشيخ شهاب الدين أفضل بنيه، ودونه الشيخ محب الدين. انتهى - رحمه الله تعالى.
٤٥٢ - عبد الحليم بن علي القسطموني: عبد الحليم بن علي، العالم الفاضل

1 / 223