============================================================
وكان يقال له الأؤاه، لشدة رافته وكمال تقواه، وأكرم بسماعه مناجات جبريل للمصطفى، لكنه كان لا يراه.
وله في الإسلام المواقف العالية، منها: قصة يوم ليلة الإسراء، وثبائه وجوابه للكفار في ذلك، وهجرته مع الرسول تاركا للمال والعيال والأطفال، وفداؤه بنفسه في الغار، ثم كلامه يوم بدر، ويوم الحديبية، وثبائه حين اشتبه الأمر على غيره في تاخر دخول مكة، ثم فهمه وبكاؤه بشدة حين قال المصطفى: "ان عبدا خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار ما عنده"(1) .
ثم ثبائه عند المصيبة العظمى التي خرس عندها فصحاء فحول الرجال، ولذلك قال بعض أهل الكمال: إنه أشجغ الصحابة في الأقوال والأفعال، فإنه لما ثوفي المصطفى ذهل من ذهل، وخرس من خرس، وأقعد من أقعد، وقال عمر رضي الله عنه وقد سل سيفه: من قال إن نبينا مات، ضربت عنقه بسيفي هذا، فصعد المنبر وقال: أما بعد، فمن كان يعبد محمدا فإن محمدآقد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) (آل صمران:144) .
وكان رضي الله عنه يتوصل بعد الوفاء؛ إلى ارفع مواقف الصفاء.
(2[وقد قيل: التصؤف: تفرؤد العبد بالواحد الصمد.
وكان من أخلاقه الفاضلة، وأحواله الشريفة الكاملة، العزوف عن العاجلة للأزوف من الآجلة] 2) .
وقد قيل : التصوف: تطليق الذنيا بتاتا، والإعراض عن منالها ثباتا.
استسقى يوما، فأتي بإناء فيه ماء وعسل، فبكى وأبكى من حوله، فسكت وما سكتوا، ثم عاد فبكى حيى علا النحيب، وتواجد البعيد والقريب، ثم أفاق من غشيته، ومسح وجهه ببردته، فقالوا: ما هاجك على ذلك، حتى ظن كله (1) أخرجه مسلم (2382) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر، والترمذي (3659) في المناقب، باب مناقب أبي بكر.
(2-7) ما بينهما ليس في (ب).
Sayfa 73