179

============================================================

وغزا أفريقيه وفتحها، واستمر بمكة خليفة، وعمر الكعبة، حتى تغلب عبد الملك بن مروان فجهز لقتاله الحكاج في سبعين ألفأ، فقتله سنة ثلاث وسبعين في المجد الحرام بعد ما رمى الكعبة بالمنجنيق، وصلبه على باب الكعبة، وعلق بجانبه كلبا ميتأ، ومنع من دفنه مدة.

ومر عليه ابن عمر وهو مصلوت منكسن، فقال: رحمك الله، فإنك ما علمت، صواما قواما، وإني لأرجو ألا يعذبك الله أبدا، أخبرني أبو بكر رضي الله عنه أن المصطفى قال : "من يغمل سوء ايجز به"(1) .

وكان له مثة غلام، يتكلم كل منهم بلغة، فيكلم كلا منهم بلغته.

وكنت إذا نظرت إليه في أمر دنياه قلت: رجل لم يرد الله طرفة عين، أو في أمر أخراه قلت : رجل لم يرد الدنيا طرفة عيني: وكان يطيل الشجود حتى يسقط الطير على ظهره، يظئه جدارا.

وكان يصلي في الحخر، والمنجنيق يصث توبه(2) فلا يلتفت إليه.

وكان أطلس، لا لحية له.

ومن كلامه: أما بعد، فإن لأهل التقوى علامات يعرفون بها، ويعرف ها من تفوسهم، من صبر على البلاء، ورضى بالقضاء، وشكر للنعماء(3)، وذل لحكم القرآن.

قتل في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين، وحملت رأسه إلى خراسان، رضي الله تعالى عنه وأرضاه ورضي عنا به، ولعنة الله على قاتله، ومن رضي بذلك آمين (1) رواه ابو نعيم في الحلية 334/1، والحاكم في المستدرك 552/3، 553 ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 12/7 مختصرا وقال: رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن سليم بن حيان ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

(2) في الأصل: والمتجنيق يصيب ثوبه. والمثبت من سير أعلام النبلاء 369/3، قال حققه : والتوب حبر المنبنيق (3) في المطبوع : وذكر للنعماء . والمثبت من (1) وحلية الأولياء 336/1.

179

Sayfa 179