إذا كان تقديم الأصول فريضة .... وكان بها التفضيل أقرب للحصول
فتقديمها في العقل أول واجب .... وتقديمنا للفرع من سفه العقول
فدونك إثرها لتنجو بها غدا .... وتعرف ذا العلم الصحيح من الجهول
ولا تؤثرن الفرع قبل أصوله .... فيشغلك تطويل الفروع عن الوصول
وتصبح في بحر من اللبس واسع .... تود زوال الشك يوما فلا يزول
وحسبك فيما قلت أحمد قدوة .... فلم يؤثر المختار شيئا سوى الأصول
ولم يك بالإجماع للخلق داعيا .... إلى غيره مما تفرع من مقول
وحسبك هذا إن جهلت سبيله .... عدول بنيه الطيبين بني البتول
هم معدن الفتوى وهم معدن الهدى .... وهم باب سلم في الحديث عن الرسول
وهم وارث علم الكتاب وأهله .... بنص كتاب الله فاسمع لما نقول
ولا تيقنن مهما يقنت بغيرهم .... فكل امرء يوم الحساب لهم سئول
ومن مال منهم فالخليفة غيره .... فما قال خير الناس كلهم عدول
وهذا على وجه النصيحة ما أرى .... وأنت على التخيير في الترك والقبول
تنبيه: لا بد لطالب كل فن من معرفة حده، وموضوعه، وغايته، فلنذكر هذه الأمور الثلاثة لهذا العلم الشريف المسمى: علم الكلام، ولم سمي علم الكلام ؟
Sayfa 9