[ دل سبحانه على ذاته بما ابتدعه من غرائب مصنوعاته وعجائب مخلوقاته ] هذه الفقرة بالنسبة لما قبلها مستأنفة فلهذا جردت عن الواو في أولها وأتى بالواو في قوله: وعجائب مخلوقاته، للعطف وهو من عطف المفرد على المفرد المغاير فلا يصح أن يجرد عن الواو، ومعنى دل على ذاته - أي فعل ما به الدلالة على ذاته - وهو الفعل الحكيم الدال على ذاته تعالى وحكمته فهو من إطلاق المسبب على السبب، والدلالة الهداية إلى المطلوب، ومنه سمي متقدم القوم في الطريق لهديهم إليها ويرشدهم: دليلا، قال الشاعر:
ومن جعل الغراب دليل قوم .... أمر بهم على جيف الكلاب
وسبحان: اسم مصدر التسبيح وإضافته من باب إضافة المصدر إلى مفعوله وناصبه فعل من جنسه حذف لزوما، وقوله: على ذاته، متعلق بدل.
Sayfa 23