============================================================
إلى ما يصنع الملوك من أهل عصرنا إذا أرادوا السباق، ضمروا الخيل لتقوى اعضاؤها على كثرة السير، وتصبر على طول الجري وسرعته، وهذا مثل ضربه الحكيم عليه السلام ليتبينه أهل العقل والمعرفة والفطنة، وقد قال الله عز وجل : ويضرب الله الأمثال(1) للناس لعلهم يتذكرون ) او يعتبرون فيقولون ربناما خلقت هذاباطلا) (2) فأبى اكثر الناس إلا كفورا وجحودا للحق واستكبارأ في الأرض ومكر السيء { ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله )(2). والله عز وجل الضارب الأمثال للناس وله المثل الأعلى، إنما أراد بذلك ما قاله أهل الحق من شيء عظيم وقدرة جليلة، قالوا كذلك الله رب العالمين فيما دنا في علوه، وعلا في دنوه، فهو السياسي الداني من قلوب عارفيه، ونحن راجعون إليه بالتذلل والخضوع . وقال عليه السلام : مثله الأعلى الذي لا شيء أعلى منه، ولا شيء مثله فيلحق به، وأن يمن علينا بمواصلة مثله الأعلى وهوحجابه الأكبر وبيته الأعظم وهيكله الذي ظهرت منه حكمته، ولا يقطع بنا دونه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، فحجاب الله يضاف إليه، لأنه هو الذي أقامه وبين تلك القدرة منه وأظهرها فيه، فلا شيء أعلى منه ولولاه ما عبد الله عز وجل وهو أعظم حجج الله على خلقه عليه السلام والبيان في قوله عز وجل : { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا يعني من يمشي إلى الحج راجلا لا راكبا، وقوله : { وعلى كل ضامر} يعني من يخرج إلى الحج راكبأ على الابل وغيرها من ذوات الأربع قوائم قد ضمرت أبدانها، ومثل ذلك قول الله عز وجل: { وإن خفتم فرجالا أو ركبانا). والضوامر من السير والتعب، فالذي يحج راجلا مثل المؤمن الذي قد أجاب الدعوة ودخل في عهد الامام ولكن لم ترتفع درجته فيبلغ إلى حدود الدعاة والبالغين من المؤمنين. وقوله: وعلى كل ضامر} يعني من الركبان وهو مثل الدعاة والمؤمنين البالغين (4) قد ارتفعوا إلى الحدود سور 2 سر (3 سورة (4) المؤمنين البالغين : يريد المستجيبين الذين ألموا بعقائد الاسماعيلية وعرفوا الأصول والأحكام والحدود معرفة حقيقية
Sayfa 110