106

Keşf ve Beyan

الكشف والبيان

Araştırmacı

الإمام أبي محمد بن عاشور

Yayıncı

دار إحياء التراث العربي

Baskı Numarası

الأولى ١٤٢٢

Yayın Yılı

هـ - ٢٠٠٢ م

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

كُلَّما متى ما رُزِقُوا أطعموا مِنْها من الجنّة مِنْ ثَمَرَةٍ: أي ثمره، و(من) صلة. رِزْقًا طعاما. قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا أطعمنا مِنْ قَبْلُ: طعامهما، وقيل معناه: هذا الذي رزقنا من قبل، أي وعدنا الله في الدنيا وهو قول عطاء، و(قَبْلُ) رفع على الغاية، قال الله تعالى: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ «١» . وَأُتُوا وجيئوا بِهِ بالرزق. قرأ هارون بن موسى: (وأتوا) بفتح الألف، أراد أتاهم الخدم به. مُتَشابِهًا اختلفوا في معناه، فقال ابن عباس ومجاهد والربيع والسّدي: مُتَشابِهًا في الألوان، مختلفا في الطعوم. الحسن وقتادة: مُتَشابِهًا في الفضل، خيارا كلّه لأنّ ثمار الدنيا [تبقى] ويرذل منها، وإن ثمار الجنة لا يرذل منها شيء. محمد بن كعب وعلي بن زيد: بمعنى يشبه ثمر الدنيا غير أنها أطيب. وقال بعضهم: مُتَشابِهًا في الإسم مختلفا في الطعم. قال ابن عباس: ليس في الجنة شيء ممّا في الدنيا غير الأسماء. وَلَهُمْ فِيها في الجنّات. أَزْواجٌ نساء وجوار، يعني الحور العين. قال ثعلب: الزوج في اللغة: المرأة والرجل، والجمع والفرد، والنوع واللون، وجميعها أزواج. مُطَهَّرَةٌ من الغائط والبول والحيض والنفاس والمخاط والبصاق والقيء والمني والولد وكل قذر ودنس. وقال إبراهيم النخعي: في الجنة جماع ما شئت ولا ولد «٢» . وقيل: مطهّرة عن مساوئ الأخلاق. وقال يمان: مطهّرة من الإثم والأذى. قال النبي ﷺ: «إنّ أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتفلون ولا يتغوّطون ولا يبولون ولا يتمخطون» . قيل: فما بال الطعام؟ قال: «جشأ ورشح تجري من أعرافهم كريح المسك يلهمون التسبيح والتهليل كما يلهمون النفس» [٧٧] «٣» .

(١) سورة الروم: ٤. (٢) الدر المنثور: ١/ ٤٠. (٣) كنز العمال: ١٤/ ٤٦٩ بتفاوت. [.....]

1 / 171