وقال: ﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (١) والمخاطب بهذا سيد المرسلين، وهو لجميع الأمة. وانظر إلى ما ترتب على دعوة غير الله من الوعيد الشديد، والخبر الأكيد، والآيات في هذا المعنى لا تكاد تحصى إلا بعد الاستقراء والاستقصاء، ويأتيك لهاتين الآيتين نظائر من محكم القرآن في ضمن كلام العلماء.
قال شيخ الإسلام ﵀ (٢) في "الرسالة السنية" (٣):
(فإذا كان على عهد النبي ﷺ ممن انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة فليعلم أن المنتسب إلى الإسلام والسنة قد يمرق من الإسلام لأسباب، منها الغلو في بعض المشايخ، بل الغلو في علي بن أبي طالب، بل الغلو في المسيح ﵇، وكل من غلا في نبي أو رجل صالح، وجعل
فيه نوعًا من الآلهية، مثل أن يقول: يا سيدي فلان (٤) انصرني وأغثني وارزقني، أو أنا في حسبك، ونحو هذه الأقوال، فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبهفإن تاب وإلا قتل، فإن الله تعالى إنما أرسل الرسل وأنزل الكتاب ليُعبد وحدهلا شريك له ولا يدعى معه إله آخر، والذين يدعون مع الله إلهًا آخر، مثل المسيح والملائكة والأصنام لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق وتنزل المطر وتنبت النبات، وإنما كانوا يعبدونهم، أو يعبدون قبورهم (٥) أو يعبدون
_________
(١) سورة يونس، الآية: ١٠٦.
(٢) سقطت "﵀ "من: "م" و"ش".
(٣) انظر صفحة: (٢١)، تحقيق: الحمود.
(٤) سقطت "فلان" من: "ش".
(٥) لفظ "قبورهم" لا يناسب قوله: "مثل المسيح والملائكة والأصنام" لأنه لا قبور لهم أفاده
شيخنا إسماعيل الأنصاري في تحقيقه لكتاب "مفيد المستفيد": ص١٢.
1 / 51