فأصل الدين هو التوحيد الذي بعث الله به الرسل، وأنزل به الكتب، وهو
الدين الذي لا يقبل الله دينًا سواه.
وليس التوحيد مقصورًا على توحيد الربوبية فقط، وأن الله هو الخالق
الرازق.. فهذا قد أقر به كفار قريش، بل التوحيد توحيد الآلهية، وهو لب
التوحيد، وهو التوحيد الذي جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب.
قال الإمام العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله (١):
(وهذا التوحيد –أي توحيد الآلهية- هو أول الدين وآخره، وباطنه وظاهره،
وهو أول دعوة الرسل وآخرها، وهو معنى قول: لا إله إلا الله (٢)، فإن إلا إله هو
المألوه المعبود بالمحبة والخشية والإجلال، والتعظيم، وجميع أنواع العبادة،
ولأجل هذا التوحيد خلقت، وأرسل الرسل، وأنزلت الكتب، وبه افترق الناس
إلى مؤمنين وكفار، وسعداء أهل الجنة وأشقياء أهل النار) .
وقد رتب الله الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن حقق التوحيد.
إذا علم هذا كله، فإنه من العجب العجاب عزوف كثير من الدعاة –رزقنا الله وإياهم اتباع السنة- عن تعلم التوحيد، وتعليمه وبذله للناس.
فتجد أحدهم يتخذ من أسلوب الترغيب والترهيب بصفة دائمة طريقًا لدعوة الناس إلى الله ﷿ وكأن الله ﷿ لم يرسل الرسل ولم ينزل الكتب إلا لذلك.
وآخر تجده يجمع الألوف المؤلفة من الناس ليقرأ لهم قصاصات من
_________
(١) انظر "تيسير العزيز الحميد": ص ٣٦.
(٢) فسر كثير من الجهلة كلمة التقوى "لا إله إلا الله" بأنها لا حاكمية إلا الله، متبعين بذلك أقوال أهل البدع في تفسيرها بعد أن ألقوا تفاسير أهل السنة لها وراءهم ظهريًا، نعوذ بالله من رين الذنوب وانتكاس القلوب والله المستعان.
1 / 7