أعلم انهم لم يمتحنوا بهذه المحن ولم يتحملوا هذه البلوى إلا لما قدموا من العزائم التامة والأدوات الممكنة ولم يكن الله ليزيدهم في المحنة إلا وهم يزدادون على شدة المحن خبرا وعلى التكشف تهذيبا.
وجملة أخرى مما لعلي بن أبي طالب عليه السلام خاصة: الأب أبو طالب، والجد عبد المطلب بن هاشم، والام فاطمة بنت أسد بن هاشم، والزوجة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله سيدة نساء أهل الجنة، والولد الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، والأخ جعفر الطيار في الجنة، والعم العباس وحمزة سيد الشهداء في الجنة، والعمة صفية بنت عبد المطلب، وابن العم رسول الله صلى الله عليه وآله وأول هاشمي بين هاشميين كان في الأرض ولد أبى طالب، والأعمال التي يستحق بها الخير أربعة: التقدم في الاسلام، والذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الدين. والفقه في الحلال والحرام. والزهد في الدنيا وهي مجتمعة في علي بن أبي طالب متفرقة في الصحابة، وفي علي يقول أسد بن رقيم يحرض عليه قريشا وانه قد بلغ منهم على حداثة سنه ما لم يبلغه ذووا الأسنان في كل مجمع غاية أخزاكم جذع أبر على المذاكي القرحى لله دركم ألما تنكروا قد ينكر الضيم الكريم ويستحى هذا ابن فاطمة الذي أفناكم ذبحا ويمشي آمنا لم يجرح أين الكهول وأين كل دعامة للمعضلات وأين زين الأبطح أفناهم ضربا بكل مهند صلت وحد غزاره لم يصفح وأما الجود فليس على ظهر الأرض جواد جاهلي ولا إسلامي ولا عربي ولا عجمي إلا وجوده يكاد يصير بخلا إذا ذكر جود علي بن أبي طالب عليه السلام، وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس، والمذكورون بالجود منهم كثير، لكنا اقتصرنا، ثم ليس في الأرض قوم أنطق خطيبا ولا أكثر بليغا من غير تكلف
Sayfa 35