بأوصاف تنم عن مكانته الرفيعة عند معاصريه ومنزلته السامية عند من أتى بعده من أصحاب التراجم، فلم تر من يخدش في علمه ودينه ورفيع خلقه، ولم تجد من يغمز في سلوكه الفردي والاجتماعي، وهذا يدل على عقله الوافر ومحافظته على الآداب مع من كان يعاشره، كما يدل على قيمة ما خلفه من المؤلفات والكتب التي اعتنى بها العلماء من بعده.
قال بدر الدين يوسف الذهبي الدمشقي يمدحه:
لو لا غرامك بالألحاظ والمقل
وبالقدود التي تسبيك بالميل
ما بت ترعى السهى شوقا إلى قمر
بالقلب لا الطرف ثاو غير منتقل
والعيس تحت حدوج الغيد غادية
تشكو الكلال من الأحداج والكلل
وقد تغنى لها الحادي فأطربها
وهنا على هضبات الرمل بالرمل
يحملن كل هضيم الكشح ذي هيف
وكل أحوى رشيق القد معتدل
إذا سطى قلت شبل من بني أسد
وإن رنا قلت رام من بني ثعل
أبادني طرفه قبل العذول فقل
ت السبق للسيف ليس السبق للعذل
فعد يا صاح عن دمع الكئيب فما
أطله اليوم ما يهمي على طلل
واستعطف الريح من وادي الأراك فقد
ضنت على الصب بالإبلال والبلل [1]
* * *
وقال ابن شاكر الكتبي:
«الصاحب بهاء الدين ابن الأمير فخر الدين الإربلي، المنشئ الكاتب البارع، له شعر وترسل، كان رئيسا .. وكان صاحب تجمل وحشمة ومكارم، وفيه تشيع، وكان أبوه واليا بإربل .. وخلف لما مات تركة عظيمة نحو ألفي ألف درهم تسلمها ابنه أبو الفتح ومحقها ومات صعلوكا» [2].
وهكذا وصفه الصفدي، وأضاف عليه: «وقد أفرد له العز الاربلي ترجمة في جزء كبير» [3].
وقال الأدفوي جعفر بن ثعلب:
Sayfa 14