فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشق عليه، وزاده شوقا إلى الكعبة، وقال جبريل: وددت لو أن الله صرفني من قبلة بيت المقدس إلى استقبال الكعبة، قال: إنما أنا عبد مثلك، وعرج جبريل، وجعل النبي يديم النظر إلى السماء، رجاء أن ينزل (عليه) جبريل بتحويل القبلة.
فبينما هو يصلى الظهر، إذ نزل عليه جبريل بهذه الآية ( قد نرى تقلب وجهك فى السمآء) [البقرة: 144]، الآية فحول وجهه إلى الكعبة، فكان فعله هذا أصلا يقاس عليه هذه المسألة: من عميت عليه القبلة، ثم استبانت له، وهو فى
فعند ذلك قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم ما أمرك ربك بهذا ، وإنما هو شيء تبتدعه من نفسك، فكان هذا ابتلاء من الله لعباده، فمن عصمه الله ثبت على الإسلام، ومن خذله شك وتردد، وارتد عن الإسلام. وقال المؤمنون: كيف حال من مات من إخواننا?، فأنزل الله، (وما كان ألله ليضيع إيمالنكم إن الله بألناس لرهوف رحيه)1.
وفى هذه السنة، رأى عبد الله بن زيد، الأذان في المنام، وسببه أنهم ذكروا أشياء يجمعون بها الناس للصلاة، فقال بعضهم: البوق، وقال آخرون: الناقوس. فبينما هم كذلك إذ نام عبد الله بن زيد (112) الخزرجي، فرأى رجلا، عليه ثوبان أخضران، وفي يده ناقوس، فقال: أتبايعني هذا الناقوس? فقال: لماذا تريده? قال: أريد (أن)3 أجمع به الناس للصلاة، فقال: أنا أعلمكم خيرا من هذا، وعلمه الأذان.
Sayfa 310