ف آرض صلدة، فنزل عنها، وقال: يا محمد، قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجينى مما أنا فيه، فوالله لاعمين على من ورائي من الطلب، وهذه كنانتى، فخذ منها ما شئت، وإنك ستمر بإبلي وغنمى في موضع كذا، فخد منها حاجتك، فقال النبى: لا حاجة لى فيها. فدعا له، فانطلق، ورجع إلى أصحابه.
قال سراقة: وكان كفار قريش جعلوا لمن يأتى بمحمد وصاحبه مائة من لإبل، وقد كنت في مجلس من مجالس فومي، إذ أقبل رجل منهم، فقال: إنى رأيت سوادا بالساحل، أظنه محمدا وصاحبه، فعرفت أنه هما، فقلت: لسا هما، ولكنك رأيت فلانا وفلانا، انطلقا بأغنامنا. قال سراقة: وقد عرض رسول الى الله ليه وسلم ومحه عليه، لئلا يعرف من البعد.
ثم إن النببي صلى الله عليه وسلم سار هو وأصحابه، أبو بكر ومولاه عامر ودليلهم عبد الله بن الأريقط، فمروا على خيمة أم معبد الخزاعية، وكانت برزة جلدة تختبي بفناء الخيمة، ثم تسقى وتطعم، فسألوها لحما وتمرا، يشترون من عندها شيئا من ذلك، وإذا القوم مرطون مسنتون، فقالت: والله لو كان عندنا شيء)(2) ما أعوزكم القرى.
Sayfa 284