فقلت بصدق: الحق أنكم - أنت وزملاءك - ثمرة لم تكن متوقعة، فمن ظلام شامل انبعث نور باهر كأنما تخلق بقوة السحر. - إنك لا تدري بآلامنا. - ولكننا شركاء.
رمقني بشدة فسألته: خبرني ما أنت؟ - ماذا تعني؟ - تحت أي صفة سياسية يمكن أن أصنفك؟
فقال بضجر: اللعنة على الصفات جميعا. - من حديثك اقتنعت بأنك تحترم الدين؟ - ذلك حق. - وفهمت أيضا أنك تحترم اليسارية؟ - ذلك حق. - إذن فما أنت؟ - أريد أن أكون أنا بلا زيادة ولا نقصان.
فتفكرت قليلا وقلت: أهو شوق للأصالة؟ - ربما. - أيعني إذن الاتجاه نحو الحضارة الغربية؟ - كلا. - إذن فأين توجد الأصالة؟
فأشار إلى صدره وقال: هنا.
فتفكرت مرة أخرى ثم قلت: لعل الأمر يحتاج إلى مزيد من المناقشة.
فقال ببراءة: أعتقد أنه ينبغي أن نتناقش طويلا.
وأعلنت إعجابي بالشاب كثيرا حتى برم بي زين العابدين عبد الله فقال لي مرة هازئا: سيجد نفسه بعد عامين أو ثلاثة موظفا بمبلغ زهيد فيختار بين أمرين لا ثالث لهما؛ الانحراف أو الهجرة؟
فغضبت قرنفلة وقالت له بحدة: متى تخطئ فتنطق بكلمة طيبة ولو مرة؟
فابتسم الرجل في استسلام وقال: الحقيقة مرة يا صاحبة السعادة.
Bilinmeyen sayfa