Faydalar Hazinesi
كنزالفوائد
شيئا لا فعلا ولا كسبا وهذا قول انفرد به وراى استحدثه ثم تبعه معظم المعتزلة عليه من بعده والذي يدل على ان الله تعالى لا يعذب العبد الا على فعل فعله انا رأينا العذاب إنما يستحقه من يستحق الذم واللوم وراينا في الشاهد انا لا نستحسن ذم احد إلا وقد استقبحنا حالا حصل المذموم عليها متى ارتفعت من اوهامنا ارتفع استحساننا لذمه ومتى حصلت حسن ذمه حتى انه متى خفي امره فلم يعلم على أي حال هو لم يستحسن حمده ولا ذمه إلا بتعليقه بحال ما حصل عليها نستحسنها في عقولنا أو نستقبحها فنقول ان كان على كذا حسن حمده وقبح ذمه وان كان على كذا حسن ذمه وقبح حمده وكذلك من انتهى الى آخر اوقات الظهر حتى تيقن انه لم يبق من وقته إلا مقدار اربع ركعات من اخف ما يجزي وهو قادر ممكن ذاكر للواجب عليه من الصلاة فلم يصل فإن العقول لا تمتنع من استقباح حال هذا الانسان على أي هيئة حصل عليها من اضطجاع أو قعود أو قيام أو مشي أو غير ذلك من الهيئات التي تصح معها الصلاة وقد علمنا ان الاستقباح يتعلق بمستقبح فقد وجب ان يكون هناك قبيح وإذا كان هذا الاستقباح إنما يوجد عند وجود احدى تلك الهيئات ويعدم بعدمها لانها متى عدمت كان مصليا وجب ان تكون هي القبيح الذي تعلق به الاستقباح ولذلك ثبت حسن ذمه في عقولنا عند حصول هذا الاستقباح ووجود هذه الهيئة وإلا لم يحسن وإذا ثبت ان لهذه الهيئة حسن ذمه ثم استدللنا بدلائل حدوث هذه الهيئات ان هذه الهيئة حادثة من فعله صح بذلك انه لا يحسن ذم الانسان على فعله وكذلك سبيل سائر المستحقين للذم انهم لا يستحقون الا وقد جروا مجرى هذا التارك للصلاة وإذا كان الذم لا يحسن إلا لما قلنا وجب ان يكون العقاب لا يحسن الا له وذلك بين لمن تأمله فإن اعترضه معترض في هذا وقال ما تنكرون ان يكون الانسان يستحق الذم لانه لم يفعل ما وجب عليه إذا كان قد يحسن من العقلاء فيما بيننا إذا لاموا انسانا فقيل لهم لم لمتموه ان يقولوا لانه لم يفعل ما وجب عليه ويقتصروا على هذا القدر في استحقاق الذم قلنا انا لسنا نمنع من ان يكون الانسان يعبر عن الشئ ويريد غيره مما يتعلق به مجازا واستعارة أو لعادة جارية أو لدلالة قائمة فيعبر في حال بعبارة نفي والمراد بها اثبات ضد المنفى الا ترى انا نقول للانسان انت قادر على ان لا تمضى مع فلان وعلى ان لا تقوم معه وانا اريد منك ان لا تصحبه ولا تمشي معه والقدرة عندنا وعند مخالفينا إنما هي قدرة على ان
--- [ 56 ]
Sayfa 55