Faydalar Hazinesi
كنزالفوائد
بعبادته فمضوا غاضين ابصارهم عما حرم الله عليهم واقفين اسماعهم على العلم بدينهم نزلت انفسهم منهم في البلاء كالذين نزلت منهم في الرخاء رضى عن الله بالقضاء فلو لا الاجال التي كتب الله لهم لم تستقر ارواحهم في اجسادهم طرفة عين شوقا الى لقاء الله والثواب وخوفا من العقاب عظم الخالق في انفسهم وصغر ما دونه في اعينهم فهم والجنة كمن رآها فهم على ارائكها متكئون وهم والنار كمن دخلها فهم فيها يعذبون قلوبهم محزونة وشرورهم مامونة واجسادهم نحيفة وحوائجهم خفيفة وانفسهم عفيفة ومعرفتهم في الاسلام عظيمة صبروا اياما قليلة فاعقبتهم راحة طويلة وتجارة مربحة يسرها لهم رب كريم اناس اكياس ارادتهم الدنيا فلم يريدوها وطلبتهم فاعجزوها أما الليل فصافون اقدامهم تالون لاجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا يعظون انفسهم بامثاله ويستشفون لدائهم بدوائه تارة وتارة يفترشون جباههم واكفهم وركبهم واطراف اقدامهم تجرى دموعهم على خدودهم ويمجدون جبارا عظيما ويجارون إليه جل جلاله في فكاك رقابهم هذا ليلهم فاما نهارهم فحلماء علماء بررة اتقياء براهم خوف بارئهم فهم امثال القداح يحسبهم الناظر إليهم مرضى وما بالقوم من مرض أو قد خولطوا وقد خالط القوم من عظمة ربهم وشدة سلطانه أمر عظيم طاشت له قلوبهم وذهلت منه عقولهم فإذا استفاقوا من ذلك بادروا الى الله تعالى بالاعمال الزاكية لا يرضون له بالقليل ولا يستكثرون له الجزيل فهم لانفسهم متهمون ومن اعمالهم مشفقون ان زكى احدهم خاف مما يقولون وقال انا اعلم بنفسى من غيرى وربى اعلم بى اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون فانك علام الغيوب وساتر العيوب هذا (ومن علامة احدهم) ان ترى له قوة في دين وحزما في لين وايمانا في يقين وحرصا على علم وفهما في فقه وعلما في حلم وكيسا في رفق وقصدا في غنى وتحملا في فاقة وصبرا في شدة وخشوعا في عبادة ورحمة للمجهود واعطاء في حق ورفقا في كسب وطلبا في حلال وتعففا في طمع وطمعا في غير طبع أي دنس ونشاطا في هدى واعتصاما في شهوه
--- [ 33 ]
Sayfa 32