160

عن النجري باسناده رفعه الى أبي شهاب قال بلغني ان عيسى بن مريم عليه السلام قال للدنيا يا امراة كم لك من زوج قالت كثير قال فكلهم طلقك فقالت لا بل كلهم قتلت قال اهؤلاء الباقون لا يعتبرون باخوانهم الماضين كيف تورد بينهم المهالك واحدا واحدا فيكونوا منك على حذر قالت لا وانشد لبعضهم في الدنيا * مزمومة بالهم مخطومة * سم زعاق در اخلافها * ولم تزل تقتل الافها * اف لقتالة الافها (فصل) من كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله في الدنيا قال عليه السلام انا زعيم بثلاث لمن اكب على الدنيا بفقر لا غناء له وبشغل لا فراغ له وبهم وحزن لا انقطاع له وقال عليه السلام كونوا في الدنيا اضيافا واتخذوا المساجد بيوتا وعودوا قلوبكم الرقة واكثروا التفكر والبكاء ولا تختلفن بكم الاهواء تبنون ما لا تسكنون وتجمعون ما لا تأكلون وتاملون ما لا تدركون (فصل) من كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في هذا المعنى من اصبح حزينا على الدنيا فقد اصبح ساخطا على ربه تعالى ومن كانت الدنيا اكبر همه طال شقاؤه وغمه الدنيا لمن تركها والاخرة لمن طلبها الزاهد في الدنيا كلما ازدادت له تحليا ازداد عنها تخليا إذا طلبت شيئا من الدنيا فزوى عنك فاذكر ما خصك الله به من دينك وصرفه عن غيرك فإن ذلك احرى ان تستحق نفسك بما فاتك ومن بديع كلام أمير المؤمنين عليه السلام الذي حفظ عنه ان رجلا قطع عليه خطبته وقال له صف لنا الدنيا فقال اولها عناء وآخرها بلاء حلالها حساب وحرامها عقاب من صح فيها امن ومن مرض فيها ندم ومن استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن ومن سعاها فاتته ومن قعد عنها اتته ومن نظر إليها الهته ومن تهاون بها نصرته ثم عاد الى مكانه من خطبته صلوات الله عليه وهذه اعلى الرتب درجة في حضور الخاطب (فصل) من الكلام في تثبيت امامة صاحب الزمان المهدي ابن الحسن وامامة آبائه عليه وعليهم السلام اعلم ايدك الله ان الدليل على صحة امامته صلوات الله عليه واله واثبات غيبته ظاهر لمن نظره قاطع لعذر من اعتبره بين تأمله قريب لمن تناوله وهو مبني على اصلين يشهد العقل بهما ويدل عليهما احدهما وجوب وجود الامام في كل زمان والاخر كونه معصوما من السهو والخطا والنسيان فإذا علم المتأمل صحة هذين الاصلين وثبتا عنده بواضح الدليل ثبت له عقيبهما صحة الامامة والغيبة لمن ذكرناه صلوات الله عليه ولم يحتج الى تكرار رواية ولا تطويل وذاك للظاهر المعلوم الذي لا لبس فيه من حال من يدعى لهم الامامة اليوم سوى من اشرنا إليه وتعريهم اجمعين

--- [ 161 ]

Sayfa 160