Kanz al-Fawa'id
كنز الفوائد
المنعم فقل هو واجب فإن قال فمن اين عرفت وجوبه فقل من العقل وشهادته وواضح حجته ودلالته ووجوب شكر المنعم على نعمته مما يتفق العقول عليه ولا تختلف فيه فإن قال فهل أحد من الخلق يكافئ نعم الله تعالى بشكر أو يوفي حقها بعمل فقل لا يستطيع احد من العباد من قبل ان الشئ إنما يكون كفوا لغيره إذا سد مسده وناب منابه وقابله في قدره وماثله في وزنه وقد علمنا انه ليس شئ من افعال الخلق تسد مسد نعم الله عليهم لاستحالة الوصف لله تعالى بالانتفاع أو تعلق الحوائج به الى المجازاة وفساد مقال من زعم ان الخلق يحيطون علما بغاية الانعام من الله تعالى عليهم والافضال فيتمكنون من مقابلتها بالشكر على الاستيفاء للواجب والاتمام فيعلم بهذا تقصير العباد من مكافات نعم الله تعالى عليهم ولو بذلوا في الشكر والطاعات غاية المستطاع وحصل ثوابهم في الاخرة تفضيلا من الله تعالى عليهم واحسانا إليهم وانما سميناه استحقاقا في بعض الكلام لانه وعد به على الطاعات وهو الموجب له على نفسه بصادق وعده وان لم يتناول شرط الاستحقاق على الاعمال وهذا خلاف ما ذهبت إليه المعتزلة إلا أبو القاسم البلخي فانه يوافق في هذا المقال وقد تناصرت به مع قيام الادلة العقلية عليه الاخبار اخبرني شيخنا المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رضوان الله عليه اجازة قال اخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن يعقوب الكليني عن عدة من اصحابه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن داود بن كثير عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله قال الله تعالى لا يتكلوا العاملون على اعمالهم التي يعملونها لثوابي فانهم لو لا اجمعوا واتعبوا انفسهم واعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون من كرامتي والنعيم في جناني ورفيع الدرجات العلى في جواري ولكن برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا والى حسن الظن بي فليطمئنوا فإن رحمتي عند ذلك تدركهم وبمني ابلغهم رضواني ومغفرتي والبسهم عفوي فاني انا الله الرحمن الرحيم بذلك تسميت اخبرني شيخنا المفيد رحمه الله قال اخبرني أبو الحسن أحمد بن الوليد عن أبيه عن محمد بن الحسن الصفار عن علي بن محمد القاشاني عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن الخالد المنقري عن سفيان بن عيينه عن حميد بن زياد عن عطاء بن يسار عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال يوقف العبد بين يدي الله تعالى فيقول قيسوا بين نعمي عليه وبين عمله فستغرق النعم
--- [ 101 ]
Sayfa 100