Edebiyat Üzerine Sözler

Enver Macdavi d. 1385 AH
63

Edebiyat Üzerine Sözler

كلمات في الأدب

Türler

وظاهرة أخرى تسجلها الجولة الدارسة عن مشكلة المفاهيم غير الموحدة، وهي تلك الخصومة الفنية بين شيوخ الأدب وشبابه، وهم هذا الفريق الذي قلنا عنه إنه لحق بالمد التطوري الجديد. إنها خصومة بين نظرتين في الأدب، ترتبط إحداهما بالأمس في خطوات متقهقرة إن لم تكن جامدة، وتتعلق الأخرى باليوم والغد في خطوات متقدمة إن لم تكن زاحفة، ولا مناص بعد ذلك من ثورة الجديد على القديم؛ ذلك لأن الشيوخ - في رأي الشباب ورأي الحق - لا يريدون أن يأخذوا مكانهم في ركب التطور، حتى تندفع القافلة المنتجة في اتجاه فني واحد؛ وتندفع من ورائها القوافل. وما من شك في أن ظاهرة التنافر بين النظرتين في مشكلة الاتجاه، قد أنتجت ظاهرة تنافر أخرى في مشكلة التقييم؛ لأن المفاهيم الأدبية المتطورة عند الشباب، ما تزال تصيب الشيوخ بلون من عسر الهضم التمثيلي، سواء أكانت هذه المفاهيم منعكسة على إنتاج من النقد أو متبلورة في إنتاج من الشعر والقصة، وتبعا لهذا فقلما يظفر ذلك الإنتاج بتقدير معنوي أو مادي، من لجان التحكيم المكونة من الشيوخ في تلك المسابقات الأدبية، التي ترصد لها جوائز الدولة أو مجمع اللغة العربية.

ولا وجه للمقارنة بين خصومة اليوم حول الجديد والقديم، وبين خصومة الأمس حول الموضوع نفسه، وعندما نشبت الخصومة الأخيرة منذ ربع قرن بين الرافعي وطه حسين. إن هناك فارقا كبيرا بين تعارض أفهام وأذواق حول أشكال الأدب ومضامينه، وبين تعارض أفهام وأذواق أخرى، حول أشكال الأدب «وحدها» من ناحية النسب التقييمية. لقد كانت كلاسيكية الرافعي في مقياس طه حسين كلاسيكية شكل أو تعبير، ولم تتعد المعركة بينهما هذا الحد، ولم تخرج في الكثير الغالب عن هذا النطاق، لم يقم الخلاف بين الرجلين وأنصارهما حول المضمون الفكري في ذلك الحين، وإنما قام حول أسلوب الرافعي الذي كان يعتبره صاحبه نوعا من الرصانة التقليدية، ويعتبره الدكتور طه ضربا من الحذلقة الموروثة المجافية لروح العصر؛ لأن مفهوم التطور العصري والأدبي يومئذ كان محصورا في معنيين؛ هما: التحرر من أسر التقليد الأسلوبي، والتزام البساطة والوضوح.

إن معركة الأمس كان ينقصها التمثل الكامل لموضوعية الأدب بشطريها: الداخلي والخارجي؛ أعني الصورة الفكرية والتعبيرية؛ ومن هنا تبدو جوهرية التفاوت بينها وبين معركة اليوم حول المعايير الصحيحة التي تفرق وهي واعية بين حقيقة الجديد وحقيقة القديم.

Bilinmeyen sayfa