Riyad Paşa Üzerine Bir Söz: Çağdaş Mısır Tarihinden Bir Sayfa, Onun Hayatının Özetiyle
كلمة على رياض باشا: وصفحة من تاريخ مصر الحديث تتضمن خلاصة حياته
Türler
وأما الفترة الثانية فقد ظهرت فيها وزارتان متواليتان، لم يزد مجموع عمرهما عن السبعة الشهور، وكان ذلك في خلال الخلل والفساد الذي ساد في البلاد، على عهد الحوادث المشئومة المعلومة من 4 فبراير إلى 21 أغسطس سنة 1882.
ولكن الصيت ما برح ملازما لأولئك الصيد، فلم تكن البلاد تعرف غير اسم شريف ونوبار ورياض، وكذلك كان الشأن فيما وراء البحار. وانفردوا أيضا دون سائر رجالات السياسة في مصر بإحراز رتبة المشيرية العظمى، وإن كان رياض قد امتاز على زميليه بالنشان المجيدي المرصع.
كان نوبار أول الثلاثة وآخرهم في تقلد رياسة الوزارة. فقد تولاها ثلاث مرات: الأولى في خلال سنة 1295 / 1878 إلى أوائل مارس سنة 1879/ربيع الأول 1296، والثانية من 10 يناير سنة 1884 / 1302 إلى 9 يونيو سنة 1888 / 1306، والثالثة من 16 أبريل سنة 1894 / 1311 إلى 12 نوفمبر سنة 1895 / 1313. وقد بلغ مجموع مدته في رياسة الوزارة 77 شهرا بالتقريب.
وأما الثاني فهو شريف. تقلد رياسة الوزارة أربع مرات: الأولى من 7 أبريل سنة 1879 / 15 ربيع الثاني سنة 1296 إلى أن تنازل إسماعيل ، والثانية متممة للأولى من 3 يوليو سنة 1879 / 14 رجب سنة 1296 إلى 21 سبتمبر سنة 1879 / 5 شوال سنة 1296، والثالثة من 9 سبتمبر سنة 1881 إلى 4 فبراير سنة 1882، والرابعة من 21 أغسطس سنة 1882 إلى 6 يناير سنة 1884. وفي ذلك العهد طلق الحكومة بتاتا بمناسبة انفصال السودان عن مصر. ولم يرجع للوزارة بعد ذلك إلى أن وافاه القدر المحتوم، وأعظم وجوه الشبه بينه وبين نوبار أنه لم يدخل في الوزارة إلا بصفة رئيس، وأما الفروق فكثيرة. وقد بلغت مدته فيها 28 شهرا ونصف شهر بالتقريب.
أما رياض فقد انتظم في سلك وزارة نوبار الأولى سنة 1877، ثم تقلد رياسة الوزارة للمرة الأولى في السنة التالية، ولم تأنف نفسه من الاندماج في زمرة الوزارة الأخيرة التي ألفها شريف (وإن كان انفصل منها بعد شهرين). ولكنه لم يرض بالاشتراك في الوزارتين اللتين ألفهما بعد ذلك نوبار، استلم رياض زمام الرياسة وبلغت مدته في الوزارة 11 شهرا، وفي الرياسة 74 شهرا.
على هذا المنوال، بقي الثلاثة رجال، يخلف بعضهم بعضا في الهيمنة على شئون مصر، إلى أن روعنا الزمان، بتهدم أحد الأركان، فتداعى ذلك المثلث عندما درج إلى ربه الوزير الشريف. ذهب بعد أن أبلى البلاء الحسن في خدمة الأمة والوطن، ذهب بعد أن أفاد وما استفاد. بلى إنه استفاد أكبر منقبة تصبو إليها النفوس العالية؛ فإنه شاد لنفسه تمثالا معنويا في فؤاد البلاد، وسيبقى اسمه الشريف كتميمة يحتفظ بها كل مصري صميم، ما دام النيل يجري من ينابيعه إلى الأشاتيم.
ثم هوى بعده ذلك النجم السيار الذي كان مصباحا مصاحبا لنوبار، وللرجل حسنات كبار، ولكنه بقدر ما أفاد قد استفاد، وربما زاد. لذلك عرف آله وذووه حقه عليهم، فصنعوا له تمثالا أجلسته البلدية في إحدى الحدائق العمومية بثغر الإسكندرية.
وأما شيخ الوزراء رياض، فكان فينا البقية الصالحة، والقدوة النافعة، وهو الآن في قبره ونحن من حوله، فعسانا نستفيد من موته كما كانت مصر قريرة العين به في أيام حوله وطوله.
من هو رياض؟
سؤال إذا وجهته إلى أهل هذا الجيل من أبناء النيل، ولو ألقيته على الأجانب في المشارق والمغارب ، لأجمع الكل بلسان واحد أن رياضا هو والعبقري شيء واحد. وذلك لأن الملأ أجمعين لا يعلمون عن رياض إلا أنه السيد، وأنه الكامل من كل شيء. ولعمري إن ذلك هو عين اليقين؛ فقد مضى على هذا العبقري ثلث قرن وهو منقطع القرين!
Bilinmeyen sayfa