وعدم تعقل الإعجاز بعد تعقل حقيقة القرآن ، كما هو شأن
عوام المؤمنين ، لا يقتضي أن لا يكون بينا فاندفع ما قيل أن كونه للإعجاز ليس لازما بينا فضلا عن أن يكون ذاتيا ، وقدمه لأنه أصل سائرها ، والسنة على الإجماع لأنها أصل له ، والإجماع على القياس لسلامته عن الخطأ.
[شرط القرآن]
(وشرطه) أي ألفاظ القرآن وهيئته كالمد والإمالة. (التواتر) وقد تواتر هذا الموجود بأيدي الأمة من غير زيادة ولا نقصان عما في العرضة الأخيرة إجماعا (1)(فما نقل) حال كونه (آحادا فليس بقرآن) قطعا (للقطع بأن العادة تقضي بالتواتر في تفاصيل مثله) لأنه مما تتوفر الدواعي على نقله لما تضمن من التحدي والإعجاز ، وبهذا الطريق علم أن القرآن لم يعارض ، وأنه محفوظ من الزيادة والنقصان والتحريف - أي تبديل - حرف لفظ بلفظ آخر ، ولا يجوز فيه شيء من ذلك ؛ إذ في تجويزه هدم للدين ، ويلزم أن لا نثق بشيء منه لجواز التبديل والزيادة ، ونقصان الناسخ ، وبقاء المنسوخ ، وأيضا قال تعالى ?إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون?[9الحجر] فتولى تعالى حفظه ، وما تولى تعالى حفظه حقيق بأن لا يغير.
Sayfa 55