قلت وهو الأظهر لأن منهم المطيع والعاصي قطعا ومنهم المجهول حاله فإذا احتيج إلى تعديل مجهول من بعدهم لما تقدم من إيمانهم بالغيب طوعا ورغبة والتزامهم طريق السنة مع فساد الزمان وانقضاء زمن مشاهدة آثار الوحي وظهور المعجزات المشار إلى بقوله تعالى ?الذين يؤمنون بالغيب...? الآية ولذا قال وقد قالوا يا رسول الله أحد خير منا آمنا بك وقاتلنا معك ؟ قال : (نعم قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني )(1)وقال : (واشوقاه إلى إخواني) فقالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ فقال : (أنتم أصحابي وإخواني قوم يأتون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني ) أو كما قال. وقال (كيف تعجبون من إيمان الملائكة وهم عند ربهم ؟ وكيف تعجبون من إيمانكم وأنا بين أظهركم ؟ إنما العجب من قوم يأتون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني ) أو كما قال (2).
وروي أن أصحاب عبد الله ذكروا أصحاب رسول الله وأيمانهم فقال ابن مسعود إن أمر محمد كان بينا لمن رآه والذي لا إله غيره ما آمن أحد أفضل من إيمان بغيب.
Sayfa 127