باب ما جاء في الفتن
وقول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ ١ الآية. وقوله: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا﴾ ٢ ٣ الآية.
عن ابن عمرو قال: (كنا في سفر فنَزلنا منْزلًا. فنادى منادي رسول الله (: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله (. فقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرتق بعضها، بعضا وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه. فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر. وليأت إلى الناس الذي يحب الله أن يؤتي إليه. ومن بايع إمامه فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع؛ فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر (٤ رواه مسلم ٥.
وله عن أبي هريرة مرفوعا: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا) . وله عن معقل بن يسار مرفوعا: (العبادة في الهرج كهجرة إلي٧ (.
_________
١ سورة الأنفال آية: ٢٥.
٢ سورة الأنعام آية: ٦٥.
٣ أكملت الآية في مخطوطة الحصين. وهي رقم ٦٥ من سورة الأنعام.
٤ مسلم: الإمارة ١٨٤٤، والنسائي: البيعة ٤١٩١، وابن ماجه: الفتن ٣٩٥٦، وأحمد ٢/١٩١.
٥ هذا هو الموافق لما في مسلم.
٦ مسلم: الإيمان ١١٨، والترمذي: الفتن ٢١٩٥، وأحمد ٢/٣٠٣،٢/٣٧٢،٢/٣٩٠.
٧ هذا هو الموافق لما في المخطوطتين ولنص مسلم.
1 / 47