جُزْء فِيهِ ذكر أَبِي الْقَاسِمِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيّ ﵀ وَبَعض مناقبه ومولده ووفاته وَعدد تصانيفه الفه الشَّيْخ الإِمَام الْأَجَل الْحَافِظ أَبُو زَكَرِيَّا يحيى عبد الْوَهَّاب بن الإِمَام الْحَافِظ أبي عبد الله بن مَنْدَه رحمهمَا الله رِوَايَة أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر الصيدلاني ﵀ عَنهُ إجَازَة رِوَايَة الشَّيْخ أبي الْحجَّاج يُوسُف بن خَلِيل بن عبد الله الدِّمَشْقِي عَنهُ
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أخبرنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْحَافِظ شمس الدّين أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن خَلِيل بن عبد الله الدِّمَشْقِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث شعْبَان من سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بحلب قَالَ ابْنا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر الصيدلاني قَالَ أنبأ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن عبد الْوَهَّاب بن الإِمَام الْحَافِظ أبي عبد الله بن مَنْدَه رَحْمَة الله عَلَيْهِ إجَازَة قَالَ الْحَمد لله ذِي النعم وَالْإِحْسَان وَالْفضل والامتنان وَصلى الله عَليّ مُحَمَّد الْمَبْعُوث بِخَير الْأَدْيَان وعَلى أَله الْأَعْيَان وعَلى اصحابه ذَوي الصدْق والايقان وعَلى التَّابِعين بِالْإِحْسَانِ وَبعد فَإِن مِمَّا أنعم الله على أهل أَصْبَهَان ان قد تفضل وامتن عَلَيْهِم بقدوم الإِمَام المبجل والحافظ الْمفضل أَبِي الْقَاسِمِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ بن مطير اللَّخْمِيّ الطَّبَرَانِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِ من طبرية الشَّام الى هُنَا لفضله وَعلمه وديانته وَحفظه وإتقانه وَطوله ورزانته وَحمله وَحسن سيرته الجميلة وطريقته القويمة المستقيمة وَنشر مَا سَمعه من الْأَحَادِيث فِي الْمَدَائِن والامصار والحاقه الأصاغر بالاكابر بعلو أَسَانِيد الاخبار وايصاله الْأَبْنَاء بِالْآبَاءِ والأسباط بالاجداد وَمن اشْتِغَاله فِي الصغر بِهَذَا الشَّأْن وتردده فِي الأقطار والبلدان فأردنا أَن نشرف صيتنا بِذكرِهِ وان نصرف اوقاتنا الى تَحْصِيل هَذَا الْعلم وحصره وألفنا هَذَا الْكتاب لذكر بعض مناقبه وفضائله ومولده وأحواله فَلَقَد سَمِعت الإِمَام عمي ﵀ وَمُحَمّد بن بديع يَقُولَانِ سمعنَا أَبَا بكر أَحْمد بن مُوسَى بن مردوية يَقُول سَمِعت الإِمَام أَبَا الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ يَقُول ولدت سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ
1 / 333
رُوِيَ عَن أبي الْقَاسِم اليزدي قَالَ سَمِعت أَبَا الْقَاسِم بن نصرك يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم بن يحيى بن مَنْدَه يَقُول قدم أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ أَصْبَهَان أول كرة فَكنت اماشيه يَوْمًا فَسَأَلته عَن سنه فَأَخْبرنِي بِهِ ثمَّ غَابَ وَعَاد فِي القدمة الثَّانِيَة بعد أَربع عشرَة سنة فَكنت أماشيه يَوْمًا الى الْمَدِينَة فَسَأَلته فِي ميدان فاخر عَن مولده فَقَالَ يَا أَبَا إِسْحَاق أخذت فِي مثل هَذَا فَقلت أيش عملت فَقَالَ أَلَيْسَ قد سَأَلتنِي عَن مولدِي فِي تِلْكَ السّنة فِي قدمتي الأولى بِبَاب دَار مُحَمَّد بن مقرن فأخبرتك بِهِ وَسمعت عمي الإِمَام ﵀ وَمُحَمّد بن بديع الْحَاجِب يَقُولَانِ سمعنَا أَبَا بكر أَحْمد بن مُوسَى الْحَافِظ يَقُول توفّي سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب الطَّبَرَانِيّ فِي ذِي الْقعدَة يَوْم السبت وَدفن يَوْم الْأَحَد لليلتين بَقِيَتَا مِنْهُ سنة سِتِّينَ وثلاثمائة وَدفن بِبَاب مَدِينَة جي الْمَعْرُوف بتيره بِجنب حممة بن أبي حممة ﵁ وقبره مَشْهُور مَعْرُوف يزار وَله بن يُسمى مُحَمَّدًا ويكنى أَبَا ذَر وَله بنت تسمى فَاطِمَة أمهَا أَسمَاء بنت أَحْمد بن مُحَمَّد بن شدرة الْخَطِيب وَذكر أَنَّهَا كَانَت تَصُوم يَوْمًا وتفطر يَوْمًا وَكَانَت لَا تنام من اللَّيْل الا قَلِيلا رَحمهَا الله وَلها عقب وَأما مُحَمَّد ابْنه فيروي عَن أبي عَليّ الْوراق وَأبي عَمْرو بن حَكِيم وَعبد الله بن جَعْفَر بانتخاب وَالِده رَحْمَة الله عَلَيْهِ مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمائة وقبره بِجنب قبر وَالِده رحمهمَا الله روى عَنهُ جمَاعَة من كبار الْمُحدثين كَأبي عَليّ الرستاقي وَأبي طَاهِر بن عُرْوَة وَأبي أَحْمد الْعَطَّار وَعلي بن أَحْمد بن مهْرَان وَأبي سعد بن قمجه وَعلي بن الْحُسَيْن الإسكاف وَعلي بن سعيد الْبَقَّال وَغَيرهم وَمن الْمُتَأَخِّرين جمَاعَة
1 / 334
سَمِعت أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن يَقُول سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ﵀ يَقُول سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب أشهر من أَن يدل على فَضله وَعلمه وَحدث بأصبهان سِتِّينَ سنة فَسمع مِنْهُ الْآبَاء ثمَّ الْأَبْنَاء الأسباط حَتَّى لَحِقُوا بالاجداد وَكَانَ ﵀ وَاسع الْعلم كثير التصانيف وَقيل ذهبت عَيناهُ فِي آخر أَيَّامه فَكَانَ يَقُول الزَّنَادِقَة سحروني وَقَالَ لَهُ يَوْمًا الْحسن الْعَطَّار تِلْمِيذه يمْتَحن بَصَره كم عدد الْجُذُوع الَّتِي فِي هَذَا السّقف فَقَالَ أما عدد الْجُذُوع فَلَا أَدْرِي وَلَكِن نقش خَاتمِي سُلَيْمَان بن أَحْمد وَقَالَ أَيْضا يَعْنِي الْعَطَّار من هَذَا الْآتِي قَالَ أَبُو ذَر يَعْنِي ابْنه فَقَالَ وَلَيْسَ بالغفاري سَمِعت الإِمَام عمي ﵀ وَمُحَمّد بن بديع الْحَاجِب قَالَا سمعنَا أَبَا بكر أَحْمد بن مُوسَى بن مرْدَوَيْه يَقُول سَمِعت أَبَا الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ يَقُول أول مَا قدمت أَصْبَهَان قدمة الأولى سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ وَقدم قدمه الثَّانِيَة سنة عشر أَو إِحْدَى عشرَة وثلاثمائة ورحل من طبرية الشَّام الى أَصْبَهَان قَصدهَا ليسمع الحَدِيث من أبي بكر أَحْمد بن عَمْرو بن أبي عَاصِم النَّبِيل وَعبد الله بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا فَلم يلحقهما أما بن أبي عَاصِم فَتوفي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَعبد الله بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَسمع بهَا مِمَّن أدْركهُ من شيوخها مثل إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بنائلة وَهُوَ بن الْحَارِث بن مَيْمُون كنيته أَبُو إِسْحَاق ونائلة أمه توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ ومحمود بن أَحْمد بن الْفرج الْمَعْرُوف بالودنكاباذي توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ثِقَة مَأْمُون وَإِبْرَاهِيم بن متويه وَهُوَ بن
1 / 335
مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي الْحسن الإِمَام أَبُو إِسْحَاق توفّي سنة ثَلَاثمِائَة جَالس الْمُزنِيّ وَالربيع بن سُلَيْمَان وَكَانَ امام الْجَامِع الْعَتِيق وَمُحَمّد بن الْعَبَّاس الأخرم وَهُوَ بن أَيُّوب توفّي سنة إِحْدَى وثلاثمائة وَهُوَ من الْحفاظ الْكِبَار وَمُحَمّد بن يحيى بن مَنْدَه أَبُو عبد الله توفّي سنة ثَلَاثمِائَة وَغَيرهم من الْكِبَار مَا لَا يعد ويحصى وروى عَن النُّجُوم والاعلام والاكابر مَا لَا يعد كثرتهم ثمَّ لما قدم قدمه الثَّانِيَة قبله أَبُو عَليّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن رستم الْعَامِل وضمه إِلَيْهِ وانزله الْمَدِينَة وَأحسن معونته وَجعل لَهُ مَعْلُوما من دَار الْخراج لم يحذف لَهُ بعد أبي عَليّ فِي الدولة الديلمية وَكَانَ يقبضة الى ان مَاتَ وَله بن يُسمى مُحَمَّدًا وكناه أَبَا ذَر وَهِي كنية ابْنه رَأَيْت بِخَط أَحْمد بن جَعْفَر الْفَقِيه سَمِعت أَبَا بكر بن أبي عَليّ الْعدْل ﵀ يَقُول سَأَلَ وَالِدي ﵀ الطَّبَرَانِيّ ﵀ عَن كَثْرَة حَدِيثه فَقَالَ كنت أَنَام على البواري ثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ كَمَا قَالَ الإِمَام أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله البيع الْحَافِظ النَّيْسَابُورِي فِي مَنَاقِب أَصْحَاب الحَدِيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا يزَال نَاس من أمتِي منصورين لَا يضرهم من خذلهم حَتَّى تقوم السَّاعَة قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل الإِمَام عَن معنى هَذَا الحَدِيث فَقَالَ ان لم تكن هَذِه الطَّائِفَة المنصورة أَصْحَاب الحَدِيث فَلَا أَدْرِي من هم قَالَ الْحَاكِم البيع ﵀ وَفِي مثل هَذَا قيل من أَمر السّنة على نَفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة وَلَقَد أحسن أَحْمد بن حَنْبَل ﵀ فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث أَن
1 / 336
الطَّائِفَة المنصورة الَّتِي تدفع الخذلان عَنْهُم الى قيام السَّاعَة هم أَصْحَاب الحَدِيث وَمن أَحَق بِهَذَا التَّأْوِيل من قوم سلكوا حجَّة الصَّالِحين وَاتبعُوا آثَار السّلف من الماضين ودمغوا أهل الْبدع والمخالفين بسنن رَسُول الله ﷺ وعَلى آله أَجْمَعِينَ من قوم آثروا قطع المفاوز والقفار على التثغم فِي الدمن والاوطار وتنعموا بالبؤس فِي الْأَسْفَار مَعَ مساكنة الْعلم والاخبار وقنعوا عِنْد جمع الْأَحَادِيث والْآثَار بِوُجُود الْكسر والاطمار وَقد رفضوا الْإِلْحَاد الَّذِي تتوق إِلَيْهِ النُّفُوس الشهوانية وتوابع ذَلِك من الْبدع والاهواء والمقاييس والآراء والزيغ جعلُوا الْمَسَاجِد بُيُوتهم وأساطينها تكاهم وبواريها فرشهم وَمن فضل الله ونعمه على الإِمَام أبي الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ اراءته فِي النّوم مَا قد تحير فِيهِ من الرحلة الى الْمَشَايِخ لطلب الحَدِيث واعلامه إِيَّاه بِمن يبْدَأ مِنْهُم فقد رَأَيْت بِخَط مُحَمَّد بن أبي بكر الْبَقَّال مَكْتُوبًا على ظهر جُزْء الأول من كتاب التَّفْسِير لأبي مُحَمَّد بن حَيَّان أبي الشَّيْخ حَدثنِي أَبُو الْعَلَاء المحسن بن إِبْرَاهِيم الواذاري قَالَ سَمِعت أَبَا الْقَاسِم سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب الطَّبَرَانِيّ ﵀ يَقُول لما عزمت على قصد إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الدبرِي وعزمت أَيْضا على قصد مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْأَصَم كنت قد تحيرت بِأَيِّهِمَا أبدأ فَأريت فِي الْمَنَام كَأَن انسانا جَاءَنِي فَقَالَ لي ابدأ بِإسْحَاق بن إِبْرَاهِيم صَاحب عبد الرَّزَّاق والدبري مَاتَ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ والأصم مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَمن يُنكر هَذَا فَهُوَ يُنكر مَا أخبرنَا مُحَمَّد بن عَليّ وَإِبْرَاهِيم بن مَنْصُور
1 / 337
قَالَا ثَنَا بن الْمقري ابْنا أَحْمد بن عَليّ الْموصِلِي ثَنَا زُهَيْر ثَنَا عَفَّان ثَنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد ثَنَا الْمُخْتَار بن فلفل ثَنَا أنس بن مَالك ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الرسَالَة والنبوة قد انْقَطَعت فَلَا رَسُول بعدِي وَلَا نَبِي فشق ذَلِك على النَّاس قَالَ فَقَالَ وَلَكِن الْمُبَشِّرَات قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا الْمُبَشِّرَات قَالَ رُؤْيا الْمُسلم هِيَ جُزْء من أَجزَاء النُّبُوَّة وَأخْبرنَا الإِمَام عمي ﵀ ابْنا أَبُو بكر بن الْمُغيرَة ثَنَا أَبُو أَحْمد الْعَسَّال ثَنَا أَحْمد بن عَمْرو ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ الْحُوطِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش ثَنَا صَفْوَان عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن أَن رجلا سَأَلَ عبَادَة عَن قَوْله لَهُم الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا فَقَالَ عبَادَة سَأَلت رَسُول الله ﷺ عَنْهَا فَقَالَ هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الْمُؤمن لنَفسِهِ أَو ترى لَهُ وَهُوَ كَلَام يكلم بِهِ رَبك عَبده فِي الْمَنَام
1 / 338
رَأَيْت بِخَط الْحَاكِم أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله البيع رَأَيْت الطَّبَرَانِيّ ﵀ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة فِي الْمَنَام وَجَمَاعَة يقرؤون عَلَيْهِ فَقَالَ القارىء اذكر إِبْرَاهِيم بن أبي دَاوُد البرنسي فَقلت يَا أَبَا الْقَاسِم كتبت عَنهُ فَقَالَ هُوَ إجَازَة أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ إجَازَة قَالَ سَمِعت أم الْبَهَاء ليلى بنت أَحْمد بن مُسلم الولادية قَالَت سَمِعت الطَّبَرَانِيّ ﵀ يَقُول فَكرت فِي شَيْء كنت ملابسه فَنمت فَسمِعت قَائِلا يَقُول وَلم أر الشَّخْص قل اللَّهُمَّ لَا تحبس روحي فِي قَبْرِي بمظالم عِبَادك وأدخلها الْجنَّة وأخرني الى يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى ترضي عِبَادك عني قَالَ وَرَأَيْت عمر بن الْخطاب ﵁ فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ فِي قصر عَال وَكنت مغتما متفكرا فِي بعض اموري فَكَانَ يَقُول لي بِكَلَام عَال اللَّهُمَّ أكفني مَا أهمني وَمَا لَا اهتم بِهِ من أُمُور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقَالَ وَكنت متفكرا فِي أُمُور الدُّنْيَا فَسمِعت صَوتا فِي النّوم وَلم أر الشَّخْص أَنا الله أفعل مَا أُرِيد وجدت على ظهر كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة لأبي خَليفَة الْفضل بن الْحباب
1 / 339
الجُمَحِي رَوَاهُ أَبُو طَاهِر عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الفاخر عَن الطَّبَرَانِيّ عَنهُ مَكْتُوبًا قَالَ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ رَحْمَة الله رَأَيْت النَّبِي ﷺ فِي الْمَنَام فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة فِي مابيزيمودية أَصْبَهَان ومهرنيتها فِي صحراء من صحاريها وَكَانَ مضَارب النَّبِي ﷺ مَضْرُوبَة مربعة غير مضبية مغشاة بأغشية بيض حَسَنَة الْبيَاض وَكَانَ أَزوَاجه فِي الْمضَارب وَرَأَيْت عَائِشَة بارزة عَن مضرب من الْمضَارب مولة وَجههَا نَحْو المضرب مرتدية برد أَبيض شَدِيد الْبيَاض فَمر بهَا طِفْل فدعَتْ لَهُ فَسمِعت فصاحتها وَلم أنظر الى وَجههَا فانتهيت الى النَّبِي ﷺ وَهُوَ جَالس على كرْسِي وَهُوَ بارز على الْمضَارب فَقبلت مَا بَين عَيْنَيْهِ وعاتقيه ثمَّ جَلَست بَين يَدَيْهِ فَرفعت يَدي فدعوت لنَفْسي وَلِلْمُؤْمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات وَالْمُسْلِمين وَالْمُسلمَات دُعَاء كثيرا وَرَسُول الله ﷺ مقبل عَليّ بِوَجْهِهِ مبتسم لم يفتر عَن أنيابه فَقلت يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن حَدِيث أبي حَازِم عَن سهل بن سعد عَنْك أَنَّك قلت الْمُؤمن مألف وَلَا خير فِيمَن لَا يألف وَلَا يؤلف فأوما بِيَدِهِ كَأَنَّهُ ضعفه فَقلت يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن حَدِيث الشّعبِيّ عَن النُّعْمَان بن بشير انك قلت مثل الْمُؤمنِينَ فِي تراحمهم وتوادهم وتواصلهم كَمثل الْجَسَد إِذا اشْتَكَى عُضْو مِنْهُ تداعى لَهُ سَائِر الْجَسَد بالسهر والحمى والسهر فَقَالَ ﷺ بِيَدِهِ صَحِيح صَحِيح صَحِيح فَقلت حدثونا عَن أبي نعيم عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ
1 / 340
ثمَّ قَالَ لي رَسُول الله ﷺ اذكر التَّشَهُّد فَذكرت تشهد بن مَسْعُود الى آخِره فَقَالَ ﷺ أذكر التَّشَهُّد فَذكرت حَدِيث بن عَبَّاس التَّحِيَّات الطَّيِّبَات المباركات الصَّلَوَات لله سَلام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته سَلام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين أشهد أَن لَا إِلَه الا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله فَقَالَ رَسُول الله ﷺ هَذَا هُوَ التَّشَهُّد هَذَا هُوَ التَّشَهُّد هَذَا هُوَ التَّشَهُّد ثمَّ مر بِهِ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن مُعَاوِيَة فَقَالَ لم يكن بالواهن فِي دينه رَأَيْت بِخَط أبي الْفَتْح جَعْفَر بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْحَاجِب ابْنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حمدَان ثَنَا أَبُو الْقَاسِم سُلَيْمَان بن أَحْمد الطَّبَرَانِيّ ثَنَا عَليّ بن عبد الْعَزِيز ثَنَا أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَن النُّعْمَان بن بشير ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مثل الْمُؤمنِينَ فِي توادهم وتراحمهم كَمثل الْجَسَد إِذا اشْتَكَى شَيْء مِنْهَا اشْتَكَى سَائِر الْجَسَد بالحمى والسهر قَالَ الطَّبَرَانِيّ ﵀ رَأَيْت النَّبِي ﷺ فِي الْمَنَام بَين أَصْبَهَان ومدينتها فَقلت يَا رَسُول الله حدث النُّعْمَان بن بشير عَنْك بِهَذَا الحَدِيث فَقَالَ هُوَ صَحِيح ثَلَاث مَرَّات أخبرنَا أَبُو الْوَلِيد الْحسن بن مُحَمَّد الدربندي ثمَّ الْبَلْخِي إجَازَة ابْنا أَبُو سهل عمر بن أَحْمد الشَّافِعِي ثَنَا الطَّبَرَانِيّ بِهَذَا الحَدِيث قَالَ الطَّبَرَانِيّ فَسَأَلت النَّبِي ﷺ فِي الْمَنَام عَن هَذَا الحَدِيث فَأَشَارَ
1 / 341
بِيَدِهِ صَحِيح صَحِيح صَحِيح أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الله عَن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الضَّبِّيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا حَاضر اسْمَع ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب الطَّبَرَانِيّ مثله الا انه لم يذكر الرُّؤْيَا وَمن نعم الله ﷿ على الإِمَام أبي الْقَاسِم أنار الله برهانه سَمَاعه مَا رَآهُ فِي نَومه انا الله افْعَل مَا أُرِيد ورؤيته الْمُصْطَفى صلوَات الله عَلَيْهِ من سُؤَاله إِيَّاه وَعرضه الحَدِيث عَلَيْهِ واشارته ﷺ بِالصَّحِيحِ والمعلول حسب مَا اوردناه وَمن يُنكر الرُّؤْيَا وَيَزْعُم أَنَّهَا لَيست بِحَقِيقَة فَهُوَ من الجاحدين للنبوة فنسأل الله تَعَالَى الْإِيمَان بِالْغَيْبِ ونعوذ بِهِ من الشَّك والريب وجدت عَن أَحْمد بن جَعْفَر الْفَقِيه ابْنا أَبُو عمر بن عبد الْوَهَّاب قَالَ سَمِعت أَبَا الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ ﵀ يَقُول لما قدم أَبُو عَليّ بن رستم من فَارس دخلت عَلَيْهِ فَدخل عَلَيْهِ بعض الْكتاب فصب على رجله خَمْسمِائَة دِرْهَم فَلَمَّا خرج قَالَ ارْفَعْ يَا أَبَا الْقَاسِم هَذَا فَرَفَعته فَجعلت أحدث الى أَن دخلت أم عدنان ابْنَته فصبت على رجله خَمْسمِائَة دِرْهَم فَقُمْت فَقَالَ الى أَيْن يَا أَبَا الْقَاسِم فَقلت قُمْت لانك تَقول إِنَّمَا جَلَست لهَذَا
1 / 342
فَقَالَ ارْفَعْ هَذَا أَيْضا فَلَمَّا كَانَ آخر أمره تكلم فِي أبي بكر وَعمر ﵄ بِبَعْض شَيْء فَخرجت من عِنْده وَلم أعد إِلَيْهِ بعد فرحم الله تَعَالَى أَبَا الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ مَا أحسن سيرته وطريقته فِي هجران أهل الْبدع فقد هجر أَبَا عَليّ بن رستم بعد انعامه عَلَيْهِ وأياديه لَدَيْهِ لما ظهر مِنْهُ بعض شَيْء من حَال أبي بكر وَعمر ﵄ لَان حبهما ايمان وبغضهما نفاق فَأن أَبَا بكر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن نيسابور أَخْبرنِي قَالَ أخبرنَا أَبُو يعلى حَمْزَة بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة بن شبيب الصيدلاني أنبأ أَبُو الْحسن اللؤْلُؤِي ثَنَا الْحسن بن صَاحب ثَنَا عَبدة بن سُلَيْمَان ثَنَا عَليّ بن الْحسن السَّامِي ثَنَا خُلَيْد بن دعْلج عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جَابر بن عبد الله ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حب أبي بكر وَعمر من الْإِيمَان وبغضهم من الْكفْر وجدت بِخَط عَزِيز بن أَحْمد الْمصْرِيّ يخبر عَن أَحْمد بن جَعْفَر ابْنا أَبُو عمر بن عبد الْوَهَّاب قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله أَحْمد بن بنْدَار الْفَقِيه يَقُول حضرت مجْلِس عَبْدَانِ غير مرّة فَكَانَ لَا يقْرَأ شَيْئا وَيَقُول حَتَّى يحضر الشَّامي يَعْنِي الطَّبَرَانِيّ فَقَالَ كُنَّا نَنْتَظِر يَوْمًا وَهُوَ يَأْبَى أَن يقْرَأ علينا وَقَالَ حَتَّى يحضر الشَّامي قَالَ وَبينا نَحن كَذَلِك إِذْ اقبل الطَّبَرَانِيّ مَعَ نفر يسير من الغرباء مَعَه حزمة من الْكتب وَعَلِيهِ جلّ من الدَّوَابّ وَمن خَصَائِصه وفضائله رَحْمَة الله عَلَيْهِ ترك التكبر فِي طلب الْعلم مَعَ جلال قدره ووفور علمه وتوقير مشائخه لَهُ وبتبجيله إِيَّاه احترامهم لَهُ
1 / 343
فِي كل المحافل والمجالس وَقد بَلغنِي ان أَبَا الْقَاسِم سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب الطَّبَرَانِيّ ﵀ حضر يَوْمًا مجْلِس القَاضِي أبي أَحْمد الْعَسَّال فاستدناه فسر بذلك وَيَقُولُونَ ان أَبَا أَحْمد الْعَسَّال قَالَ إِذا سَمِعت أَنا من الطَّبَرَانِيّ عشْرين ألف حَدِيث وَسمع مِنْهُ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حَمْزَة ثَلَاثِينَ ألف حَدِيث وَأَبُو الشَّيْخ أَرْبَعِينَ ألف حَدِيث أخبرنَا أَحْمد بن عَليّ كِتَابَة ان أَبَا النجيب عبد الْغفار بن عبد الْوَاحِد الأرموي أخبرهُ مذاكرة قَالَ سَمِعت الْحسن بن عَليّ الْمقري يَقُول سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن بن فَارس اللّغَوِيّ يَقُول سَمِعت الْأُسْتَاذ بن العميد يَقُول مَا كنت أَظن ان فِي الدُّنْيَا حلاوة ألذ من الرِّئَاسَة والوزارة الَّتِي أَنا فِيهَا حَتَّى شهِدت مذاكرة سُلَيْمَان بن أَحْمد الطَّبَرَانِيّ وَأبي بكر الجعابي بحضرتي فَكَانَ الطَّبَرَانِيّ يغلب الجعابي بكترة حفظه وَكَانَ الجعابي يغلب الطَّبَرَانِيّ بفطنته وذكاء أهل بَغْدَاد حَتَّى ارْتَفَعت اصواتهما وَلَا يكَاد أَحدهمَا يغلب صَاحبه فَقَالَ الجعابي عِنْدِي حَدِيث لَيْسَ فِي الدُّنْيَا الا عِنْدِي فَقَالَ هاته فَقَالَ حَدثنَا أَبُو خَليفَة ثَنَا سُلَيْمَان بن أَيُّوب وَحدث بِالْحَدِيثِ فَقَالَ الطَّبَرَانِيّ أَنا سُلَيْمَان بن أَيُّوب وَمَتى سمع أَبُو خَليفَة فاسمع مني حَتَّى يَعْلُو اسنادك فَإنَّك تروي عَن أبي خَليفَة عني فَخَجِلَ الجعابي وغلبه الطَّبَرَانِيّ قَالَ بن العميد فوددت فِي مَكَاني أَن الوزارة والرئاسة ليتها لم تكن لي وَكنت الطَّبَرَانِيّ وفرحت مثل الْفَرح الَّذِي فرحه الطَّبَرَانِيّ لأجل الحَدِيث أَو كَمَا قَالَ وَمن عناية الله جلت اسماؤه على الإِمَام أبي الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ نور
1 / 344
الله ضريحه اشتهاء الصُّدُور والوزراء والاجلاء من الرؤساء مَعَ جلال قدرهم وفضلهم أَن يَكُونُوا مَكَانَهُ أَو أَن يعدوا مثله لما رَأَوْا من غزارة علمه وَكَثْرَة حفظه واقدامه على الْحفاظ الكبراء من أهل صَنعته حَيْثُ نَاظر الجعابي وَكَانَ ﵀ مِمَّن يشار إِلَيْهِ فِي الْحِفْظ فِي زَمَانه وتغلبه على نظرائه وتخجيله إِيَّاه بانقياده سَمِعت ان القَاضِي أَبَا بكر الجعابي لما ورد أَصْبَهَان مَعَ الْوَزير أبي الْفضل بن العميد بَينهم مذاكرة فَدخل الطَّبَرَانِيّ وَقَالَ أَبُو بكر الْحَافِظ إِذا أَتَت الافاعي هربت العقارب كَمَا وجدت بِخَط أبي سعيد بن قمجة الْأَصْبَهَانِيّ مَكْتُوبًا عَن الصاحب إِسْمَاعِيل بن عباد املاء أمْلى بِالريِّ حَدثنَا الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا يحيى بن عُثْمَان بن صَالح وَالْمطلب بن شُعَيْب المصريان سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَا حَدثنَا أَبُو صَالح عبد الله بن صَالح حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب عَن بن جريج عَن نَافِع عَن بن عمر ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ من اذن ثِنْتَيْ عشرَة مرّة وَجَبت لَهُ الْجنَّة قَالَ الصاحب فِي آخر هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ أَبُو خَليفَة الجُمَحِي عَن الطَّبَرَانِيّ ﵀ وَرَأَيْت أَيْضا بِخَط أبي سعد حَدَّثَنِيهِ أَبُو عَليّ العسكري ثَنَا أَبُو خَليفَة
1 / 345
ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب وَوجدت أَيْضا حَدِيثا آخر رَوَاهُ أَبُو خَليفَة عَن الطَّبَرَانِيّ وَهُوَ مَا أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم فِي المعجم الْكَبِير ابْنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ بن مطير اللَّخْمِيّ حَدثنَا أَبُو صَالح الْقَاسِم بن اللَّيْث الرَّاسِبِي ثَنَا مُحَمَّد بن أبي صَفْوَان الثَّقَفِيّ ثَنَا وهب بن جرير ثَنَا أبي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عبد الله بن جَعْفَر ﵁ قَالَ لما توفّي أَبُو طَالب خرج النَّبِي ﷺ الى الطَّائِف مَاشِيا على قَدَمَيْهِ فَدَعَاهُمْ الى الْإِسْلَام فَلم يُجِيبُوهُ فَانْصَرف فاتى ظلّ شَجَرَة فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِلَيْك أَشْكُو ضعف قوتي وَقلة حيلتي وهواني على النَّاس أرْحم الرَّاحِمِينَ الى من تَكِلنِي الى عَدو يتجهمني أم الى قريب ملكته أَمْرِي ان لم تكن غَضْبَان على فَلَا أُبَالِي غير ان عافيتك أوسع لي أعوذ بِنور وَجهك الَّذِي أشرقت لَهُ الظُّلُمَات وَصلح عَلَيْهِ أَمر الدُّنْيَا والآخره أَن تنزل بِي غضبك أَو يحل عَليّ سخطك لَك الْعُتْبِي حَتَّى ترْضى وَلَا قُوَّة الا بك وَتُوفِّي أَبُو خَليفَة الْفضل بن الْحباب الجُمَحِي سنة خمس وثلاثمائة وعاش الطَّبَرَانِيّ ﵀ بعد مَوته خَمْسَة وَخمسين سنة وَقيل ان عَبْدَانِ حدث عَنهُ أَيْضا يَعْنِي الطَّبَرَانِيّ ﵀ وَمَات عَبْدَانِ سنة سِتّ وثلاثمائة
1 / 346
وَكَذَلِكَ حدث عَنهُ من الْمَشْهُورين المعروفين من الْمُحدثين المقدمين كَابْن عقدَة وَأبي عَليّ الصحاف وَأبي عبد الله بن خَفِيف وَغَيرهم وَمن الْمُتَأَخِّرين مَا لَا يعد وَلَا يُحْصى واما مَا قَالَ أَبُو الْعَبَّاس بن عقدَة الْحَافِظ الْكُوفِي لأبي الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ من فضائله وشمائله فقد رَأَيْت بِخَط مَعْرُوف قَالَ سَمِعت أَبَا الْقَاسِم عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْهَيْثَم الْوراق قَالَ سَمِعت أَبَا جَعْفَر بن أبي السّري الديميري واسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن الْهَيْثَم قَالَ لقِيت أَبَا الْعَبَّاس بن عقدَة الْكُوفَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة فَسَأَلته أَن يُعِيد مَا فَاتَنِي من الْمجْلس فَامْتنعَ وشددت عَلَيْهِ فَقَالَ من أَي الْبَلَد أَنْت قلت من أهل أَصْبَهَان فَقَالَ لماذا تضمرون الْعَدَاوَة لأهل بَيت رَسُول الله ﷺ فَقلت لَهُ لَا تقل هَذَا يَا شيخ الْآن أهل أَصْبَهَان فيهم متفقهة ومتقون وفاضلون ومتشيعة فَقَالَ شيعَة مُعَاوِيَة قلت لَا وَالله الا شيعَة عَليّ بن أبي طَالب ﵁ وَمَا فيهم أحد الا وَعلي أعز عَلَيْهِ من عينه وَأَهله وَولده فَأَعَادَ عَليّ مَا فَاتَنِي ثمَّ قَالَ لي سَمِعت من سُلَيْمَان بن أَحْمد الطَّبَرَانِيّ فَقلت لَا أعرفهُ فَقَالَ يَا سُبْحَانَ الله أَبُو الْقَاسِم ببلدكم وَأَنت لَا تسمع مِنْهُ وتؤذيني هَذَا الْأَذَى بِالْكُوفَةِ مَا أعرف لأبي الْقَاسِم نَظِير سَمِعت مِنْهُ وَسمع مني وَسَمعنَا من مشائخنا ثمَّ قَالَ لي سَمِعت مُسْند أبي دَاوُد فَقلت لَا فَقَالَ لي ضيعت الحزم لَان مُسْند أبي دَاوُد منبعه من أَصْبَهَان وَقَالَ لي تعرف مُحَمَّد بن حَمْزَة بن عمَارَة فَقلت شَدِيدا رجل من أهل الْفضل قَالَ فتعرف ابْنه إِبْرَاهِيم قلت نعم قَالَ كَانَ عندنَا ورأيته حَافِظًا للْحَدِيث وَقل مَا رَأَيْت مثله فِي الْحِفْظ
1 / 347
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن أَحْمد بن أبي الْقَاسِم يَقُول سَمِعت أَبَا بكر بن أبي عَليّ الْعدْل يَقُول سَمِعت أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الله بن الْهَيْثَم الْمَعْرُوف بِابْن أبي السّري يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس بن عقدَة سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة وَأَنا أسمع مِنْهُ فَضَائِل أهل الْبَيْت فسالني عَن أبي الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ فَقَالَ تعرفه قلت لَا قَالَ يَا سُبْحَانَ الله يكون مثل ذَلِك الرجل ببلدكم وَلَا تَسْمَعُونَ مِنْهُ وتؤذيني هَذَا الْأَذَى بِالْكُوفَةِ فِي الْفَائِت سَمِعت أَنا وإياه من مشائخ جلة وَسمع مني وَسمعت مِنْهُ وَلَا أعلمني رَأَيْت أحدا أعرف بِالْحَدِيثِ وَلَا أحفظ للاسانيد مِنْهُ روى أَبُو عَليّ الصحاف فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة ابْنا أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ ثَنَا أَحْمد بن دَاوُد الْمَكِّيّ ثَنَا مُعَاوِيَة بن عَطاء الْخُزَاعِيّ ثَنَا سُفْيَان عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن جرير ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ترَوْنَ ربكُم يَوْم الْقِيَامَة وروى أَيْضا حَدِيثا آخر حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ ثَنَا يحيى بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن جرير بن عبد الله البَجلِيّ الْكُوفِي ثَنَا الْحُسَيْن بن خَالِد بن عَمْرو بن جرير ثَنَا إِبْرَاهِيم بن هراسة عَن سُفْيَان عَن إِسْمَاعِيل عَن قيس عَن أبي مَسْعُود أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ ان الشَّمْس
1 / 348
وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله فَإِذا رأيتموهما فصلوا أَنبأَنَا بِالْحَدِيثِ الأول مُحَمَّد بن عبد الله ابْنا سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب فِي المعجم الْكَبِير ثَنَا أَحْمد بن دَاوُد الْمَكِّيّ ثَنَا مُعَاوِيَة بن عَطاء الْخُزَاعِيّ ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن جرير ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ترَوْنَ ربكُم ﷿ كَمَا ترَوْنَ الْقَمَر لَا تضَامون فِي رُؤْيَته وَأخْبرنَا بِهَذَا أَحْمد بن الْفضل بن مُحَمَّد أنبأ أَحْمد بن مُوسَى بن مرْدَوَيْه ثَنَا الطَّبَرَانِيّ والْحَدِيث الثَّانِي أنبأ أَحْمد بن عبد الْغفار بن أَحْمد ثَنَا عَليّ بن يحيى بن جَعْفَر وابنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد ابْنا عبد السَّلَام بن عبد الْوَهَّاب قَالَا ابْنا سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب ثَنَا يحيى بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن جرير بن عبد الله البَجلِيّ الْكُوفِي وَلم نكتب هَذَا الحَدِيث الا عَنهُ ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن خَالِد بن جرير ثَنَا إِبْرَاهِيم بن هراسة عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ ان الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله إِذا رأيتموهما فصلوا حَتَّى تنجليا
1 / 349
وَأخْبرنَا بِهَذَا الحَدِيث أَحْمد بن الْفضل الإِمَام ابْنا أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن السّري ثَنَا يحيى بن سعيد الْجريرِي وَتُوفِّي أَبُو عَليّ الصحاف سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وعاش أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ بعد ان حدث الصحاف عَنهُ سبعا وَعشْرين سنة وَتُوفِّي رَحْمَة الله سنة سِتِّينَ وثلاثمائة وَحدث عَنهُ أَبُو مُسلم إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْبَصْرِيّ وروى عَنهُ أَبُو عبد الله بن حفيف ثَنَا الطَّبَرَانِيّ ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الدبرِي عَن عبد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ عَطاء بن يسَار عَن سلمَان الْفَارِسِي ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا يدْخل الْجنَّة أحد الا بِجَوَاز بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا كتاب من الله تَعَالَى لفُلَان بن فلَان ادخلوه جنَّة عالية قطوفها دانية وَحدث عَنهُ أَبُو عَليّ بن اللَّيْث الْحَافِظ الشِّيرَازِيّ أخبرنَا أَبُو شَاكر أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم العثماني بِمَكَّة حرسها الله فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وأربعمائه ابْنا أَبُو الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن بنْدَار بن عَليّ الشِّيرَازِيّ بِمَكَّة حرسها الله أنبأ أَبُو عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن اللَّيْث الْحَافِظ املاء بشيراز ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيّ بأصبهان وَأحمد بن الْحُسَيْن شُعْبَة الْحَافِظ بِالْبَصْرَةِ قَالَا ثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن الْوَلِيد السّلمِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ ثَنَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان ثَنَا كهمس بن الْحسن ثَنَا دَاوُد بن أبي هِنْد
1 / 350
عَن الشّعبِيّ ثَنَا عبد الله بن عمر عَن أَبِيه عمر بن الْخطاب ﵁ بِحَدِيث الضَّب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ الحَدِيث قَالَ الشَّيْخ أَبُو عَليّ الصفار سَمِعت هَذَا الحَدِيث من الطَّبَرَانِيّ قَدِيما املاء ثمَّ لقِيت شُعْبَة الْبَصْرِيّ بِالْبَصْرَةِ فَحَدثني بِهِ فَقلت مَا سَمِعت هَذَا الحَدِيث الا من الطَّبَرَانِيّ ومنك فَقَالَ لي إِنَّمَا أفادني الطَّبَرَانِيّ ﵀ أخبرنَا بِهَذَا فِي المعجم الصَّغِير مُحَمَّد بن عبد الله أنبأ أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ بن مطير اللَّخْمِيّ الشَّامي الطَّبَرَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن الْوَلِيد السّلمِيّ الْبَصْرِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ ثَنَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان ثَنَا كهمس بن الْحسن ثَنَا دَاوُد بن أبي هِنْد عَن الشّعبِيّ عَن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه عمر بن الْخطاب ﵁ بِحَدِيث الضَّب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ فِي محفل من اصحابه إِذْ جَاءَ أَعْرَابِي من بني سليم قد صَاد ضبا وَجعله فِي كمه يذهب بِهِ الى رَحْله فَرَأى جمَاعَة فَقَالَ على من هَذِه الْجَمَاعَة قَالُوا على هَذَا الَّذِي يزْعم أَنه نَبِي فشق النَّاس ثمَّ أقبل على رَسُول الله ﷺ فَقَالَ يَا مُحَمَّد مَا اشْتَمَلت النِّسَاء على ذِي لهجة أكذب مِنْك وَأبْغض وَلَوْلَا ان يسموني قومِي عجولا لعجلت عَلَيْك فقتلتك فسررت بقتلك النَّاس أَجْمَعِينَ فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله دَعْنِي أَقتلهُ فَقَالَ رَسُول الله ﷺ أما علمت ان الْحَلِيم كَاد أَن يكون نَبيا ثمَّ اقبل على رَسُول الله ﷺ فَقَالَ وَاللات والعزى لَا آمَنت بك وَقد قَالَ لَهُ رَسُول الله ﷺ يَا أَعْرَابِي مَا حملك على أَن قلت مَا قلت قلت غير الْحق وَلم تكرم مجلسي قَالَ وتكلمني أَيْضا اسْتِخْفَافًا برَسُول الله ﷺ وَاللات والعزى لَا آمَنت بك أَو يُؤمن هَذَا الضَّب فَأخْرج الضَّب من كمه وَطَرحه بَين يَدي رَسُول الله ﷺ وَقَالَ
1 / 351
إِن آمن بك هَذَا الضَّب آمَنت بك فَقَالَ رَسُول الله ﷺ يَا ضَب فَتكلم الضَّب بِلِسَان عَرَبِيّ مُبين يفهمهُ الْقَوْم جَمِيعًا لبيْك وَسَعْديك يَا رَسُول رب الْعَالمين فَقَالَ لَهُ رَسُول الله ﷺ من تعبد قَالَ الَّذِي فِي السَّمَاء عَرْشه وَفِي الأَرْض سُلْطَانه وَفِي الْبَحْر سَبيله وَفِي الْجنَّة رَحمته وَفِي النَّار عَذَابه قَالَ فَمن أَنا يَا ضَب قَالَ أَنْت رَسُول رب الْعَالمين وَخَاتم النَّبِيين قد أَفْلح من صدقك وَقد خَابَ من كَذبك فَقَالَ الْأَعرَابِي أشهد أَن لَا إِلَه الا الله وَأشْهد أَنَّك رَسُول الله حَقًا وَالله لقد أَتَيْتُك وَمَا على وَجه الأَرْض أحد هُوَ أبْغض إِلَيّ مِنْك وَوَاللَّه لأَنْت السَّاعَة أحب إِلَيّ من نَفسِي وَمن وَالِدي وَقد آمَنت بك شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي فَقَالَ رَسُول الله ﷺ الْحَمد لله الَّذِي هداك الى هَذَا الدّين الَّذِي يَعْلُو وَلَا يعلى لَا يقبله الله تَعَالَى الا بِصَلَاة وَلَا يقبل الصَّلَاة الا بقرآن فَعلمه رَسُول الله ﷺ الْحَمد وَقل هُوَ الله أحد فَقَالَ يَا رَسُول الله وَالله مَا سَمِعت فِي الْبَسِيط وَلَا فِي الرجز أحسن من هَذَا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله ﷺ ان هَذَا كَلَام رب الْعَالمين وَلَيْسَ بِشعر وَإِذا قَرَأت قل هُوَ الله أحد مرَّتَيْنِ فَكَأَنَّمَا قَرَأت ثُلثي الْقُرْآن وَإِذا قَرَأت قل هُوَ الله أحد ثَلَاث مَرَّات فَكَأَنَّمَا قَرَأت الْقُرْآن كُله فَقَالَ الْأَعرَابِي نعم الْإِلَه الهنا يقبل الْيَسِير وَيُعْطِي الجزيل ثمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ اعطوا الْأَعرَابِي فَأَعْطوهُ حَتَّى أبطروه فَقَامَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالَ يَا رَسُول الله اني أُرِيد ان أعْطِيه نَاقَة أَتَقَرَّب بهَا الى الله ﷿ دون البختي وَفَوق الْأَعرَابِي وَهِي عشراء فَقَالَ رَسُول الله ﷺ قد وصفت مَا تُعْطِي وأصف لَك مَا يعطيك الله تَعَالَى
1 / 352