ويبدو أن حال عكرمة وما قيل فيه جَرْحًا وتعديلًا قد شغل الحفاظ والمحدِّثين؛ ولذا فقد صنَّفَ في الذبِّ عنه جماعة، منهم:
١ - إمام المفسرين مجتهد عصره أبو جعفر محمَّد بن جرير الطبريُّ.
٢ - والِإمام محمَّد بن نصر المروزيُّ.
٣ - وأبو عبد الله بن مَنْدَه.
٤ - وأبو حاتم بن حِبَّان.
٥ - وأبو عمر بن عبد البَرِّ الأندلسي .. وغيرهم (١).
وهذا الجزء تتمة لجهود هؤلاء الجهابذة، وفيه نُقول ونصوص نادرة من هذه المؤلفات النفيسة المفقددة -فيما أعلم- حيثما لم يصل إلينا شيء منها.
فالحمد لله على سلامة هذا الجزء من الضياع ووصوله إلينا!
* وقد ذبَّ الحافظ ابنُ حجر العسقلانيُّ رحمه الله تعالى عن عكرمة ذبًّا حسنًا وقال:
"عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس، احتج به البخاريُّ وأصحابُ السنن، وتركه مسلمٌ فلم يخرج له، سوى حديث واحد في الحج مقرونًا بسعيد بن جبير، وإنما تركه مسلم لكلام مالك فيه، وقد تعقَّب جماعة من الأئمة ذلك وصنَّفوا في الذبِّ عن عكرمة ... "، وذكر الحفاظ الذين ذكرناهم آنفًا.
ثم قال: "فأما أقوال من وهّاه فمدارها على ثلاثة أشياء: على رميه
_________
(١) ذكر ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني ﵀ في "مقدمة فتح الباري" (١٩٢)، ط. إبراهيم عطوة عوض.
1 / 6