2-
أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب,
ثنا أبو هاشم, ثنا أبو ثوبان, ثنا أبو المغيرة, ثنا إسماعيل بن عياش, عن عبد الله بن دينار وغيره:
[ص: 43]
أنهم وجدوا كتاب حبيب بن مسلمة عند أهل جرزان.
وقدمت أنا, فسألت أهلها فأخبروني بذلك وهو:
((بسم الله الرحمن الرحيم
من حبيب بن مسلمة إلى أهل طفليس وتسنيقوس من أرض الأرمن سلام أنتم.
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد:
فإن رسولكم تفلى قدم علي وعلى الذين آمنوا معي, فذكر عنكم:
أنا أمة ابتعثنا الله وأكرمنا لمن لم يكن فيما ترجون, وكذلك فعل الله بنا بعد قلة وذلة وجاهلية جهلاء؛ فالحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم, والسلام على رسول الله كما به هدانا.
وذكر عنكم تفلى: أن الله قذف في قلوب عدونا من الرعب وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله.
وذكر عنكم تفلى: أنكم أحببتم سلمنا, فما كرهت ولا الذين آمنوا معي ذلك من أمركم.
وقدم علي تفلى بعذركم وهديتكم فقومتها, والذين آمنوا معي, عرضها ونقدها مائة دينار غير زائد عليكم.
وكتبت لكم كتاب شرطكم وأمانكم عن ملاء من المسلمين, وبعثت به
[ص: 44]
إليكم مع عبد الرحمن بن حسن الأسلمي, وهو ما علمنا من أهل الرأي والعلم بأمر الله وكتابه.
فإن أقررتم بما فيه دفعت إليكم, وإن توليتم أذنتم بحرب من الله ورسوله والذين آمنوا على سواء, إن الله لا يحب الخائنين:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب لطفليس وتسنيقوس بحلس الأرمن بالأمان على أنفسكم وأموالكم وأهليكم وذراريكم وصوامعكم وبيعكم, على إقرار إصغار الجزية على كل بيت أهل جزية دينار واف إلا ندبه أو قيمته, ليس لكم أن تجمعوا بين متفرق من الأهلات استقلالا منها, ولا لنا أن نفرق بينهم استكبارا منها.
ولنا أمانكم وضلعكم على عدو الله ورسوله والذين آمنوا, وقرى المسلم المحتاج ليلة بالمعروف من حلال طعام أهل الكتاب وحلال شرابهم, وإرشاده الطريق في غير ما يضر بكم فيه ولا في غيره, وإن قطع بأحد من المسلمين في أرضكم فعليهم أداؤه إلى أدنى فئة هي للمؤمنين, إلا أن يحال دونهم.
وإن عرض للمؤمنين شغل عنكم وقهركم عدوهم فغير مأخوذين, ولا ناقض ذلك عهدكم بعد أن تفوا إلى المؤمنين والمسلمين.
وإن تبتم وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة فإخواننا في الدين, ومن تولى عن الإيمان والإسلام والجزية فعدو الله ورسوله والذين آمنوا, والله المستعان عليه.
هذا لكم وهذا عليكم, شهد الله وملائكته وكفى بالله شهيدا)) .
Sayfa 42