تكرارها لغير هذا القصد فلا ينبغي؛ لعدم ثبوت ذلك عن النبي ﷺ وأصحابه.
والسنة أن يعمل أقرباء الميت وجيرانه لأهل الميت طعامًا؛ لقوله ﷺ: (اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم أمر يشغلهم -أو أتاهم ما يشغلهم-) (١).
وأما البكاء والحزن على الميت فلا بأس به ويحصل في الغالب، وهو الذي تمليه الطبيعة دون تكلف، فقد بكى النبي ﷺ على ابنه إبراهيم حين مات، وقال: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ...) (٢).
لكن لا يكون ذلك على وجه التسخط والجزع والتشكي. ويحرم الندب، والنياحة، وضرب الخدود، وشق الجيوب؛ لقوله ﷺ: (ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية) (٣)، كقوله: يا ويلاه، يا ثبوراه وما أشبه ذلك، ولقوله ﷺ: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة، وعليها سربال من قطران، ودرع من جَرَب) (٤).
(١) رواه أبو داود برقم (٣١١٦)، والترمذي برقم (١٠٠٣)، وابن ماجه برقم (١٦١٠)، وحسَّنه الألباني (صحيح ابن ماجه برقم ١٣١٦).
(٢) أخرجه البخاري برقم (١٣٠٣).
(٣) أخرجه البخاري برقم (١٢٩٤)، ومسلم برقم (١٠٣).
(٤) أخرجه مسلم برقم (٩٣٤). والجرب: مرض معروف، وهو بثور تعلو الجلد، ويكون معها حكة.