والجواب: «كلاهما له ورق!»
أو يسأل السائل: «ترى هل يحاسب الرجل على قتل الوقت إذا حطم الساعة؟»
والجواب: «كلا، إذا ضربت الساعة أولا».
ومن هذه الأفانين المساجلة والمحاورة، وقد يكون السائل فيها هو المجيب.
تقول لي: «لماذا تشرب الخمر؟ ... قل لي ماذا تقترح أن أصنع بها؟»
وتسألني: «أي الدجاج أطول رقادا؟ كيف؟ ألا تعلم؟ ... الذي مات!»
ومنها الظن المختلف، وهو يتوقف على الموقف، وتعدد المشتركين فيه، ووجود اللبس الذي يدعو إلى اختلاف الظنون، ومثاله قصة عن أربعة في مقصورة قطار: فتاة حسناء، وامرأة عجوز، وكهل فرنسي، وضابط ألماني أثناء احتلال الألمان باريس. ودخل القطار نفقا فسمع في المقصورة صوت قبلة وصفعة، ثم خرج القطار من النفق وهم صامتون وعلى وجه الضابط الألماني أثر صفعة، فقالت المرأة العجوز لنفسها: «ما أطهرها من فتاة!» وقالت الفتاة الحسناء لنفسها: «عجبا له! يقبل العجوز ولا يقبلني؟» وقال الضابط الألماني: «يا له من فرنسي خبيث! غنم القبلة، وغنمت أنا الصفعة!» وقال الفرنسي: «لقد نجوت بها، قبلت ظاهر كفي وصفعت الألماني، ولم يتهمني أحد!»
ومنها النادرة، وهي نكتة لا بد لها من قصة تتعلق بصناعة أصحابها أو بعملهم وقواعده المتعارف عليها. كان مارك توين - الكاتب الفكاهي المشهور - يعمل في إحدى الصحف، وتكاد الديون تستغرق مرتبه، وكان من عادته أن يهمل كل إنذار يأتيه من صاحب دين، واتفق يوما أن كاتبا من مساعديه كان إلى جانبه وهو يهم بأن يلقي بعض هذه النذر في سلة المهملات، فنبهه الكاتب قائلا: «انتظر يا سيدي، فإن في ظهر الورقة كلاما يقول فيه صاحب الدين إنه سيقاضيك إن لم تسرع إلى السداد» فقال له مارك توين كأنه ماض في عمله: «ألا تعلم يا صاح أن الورقة التي تكتب على وجهين تهمل في هذا المكان؟!» •••
ومنها الكلمة التي تقال وتفهم على معنيين؛ أحدهما يسر، والآخر يزعج أو يخيف. وتشبهها كلمات الجناس كلما دلت على نقيضين.
يقول الرجل لزميله في بلاد «النيام نيام» آكلة البشر: «إن الزعيم يريدك للغداء».
Bilinmeyen sayfa