64

Gülen Juha

جحا الضاحك المضحك

Türler

وقيل إن قراقوش نشر قميصه فوقع القميص من الحبل ، فتصدق بألف درهم وقال: لو كنت ألبسه ساعة وقوعه لانكسرت.

وقيل إن جنديا نزل في مركب، وكان به فلاح وزوجته وهي حامل في سبعة أشهر، فصدمها الجندي وأسقط حملها، فأخذ زوجها بتلابيبه وقاده إلى قراقوش، فقضى على الجندي أن يأخذ الزوجة ويطعمها ويكسوها ولا يعيدها إلى زوجها إلا وهي حامل في سبعة أشهر!

وشكا إليه مدين أنه يجمع دينه ويذهب به إلى صاحب الدين فلا يجده، ثم يأتي هذا فيطالبه ويلح عليه وهو خالي الوفاض لا يملك السداد، فأمر قراقوش بحبس صاحب الدين حتى يعرف المدين موضعه متى جمع المال المطلوب منه، ولا يضيع الدين على صاحبه بين البحث والتأجيل!

وكان لقراقوش باز يصيد به، فطار الباز ولم يعد إليه، فأمر بإغلاق أبواب المدينة ليرجع الباز إليه إذا أغلقت جميع الأبواب!

وشكا إليه الفلاحون بردا أصاب القطن وأتلفه والتمسوا منه أن يعفيهم من الضريبة ذلك العام، فأبى أن يعفيهم لأن القطن إنما أصيب بالبرد لإهمالهم وقلة درايتهم، ولو زرعوا معه صوفا لما أصابه التلف من برد الشتاء! •••

ومن باب هذه الحكايات عن قراقوش حكايات كثيرة يتناقلها المصريون عن الحكم التركي في عصر المماليك وبعد عصرهم إلى أيام الخديو إسماعيل.

ومنها أن حاكما تعود أن يقترض مالا من بعض الصيارفة ويكتب له وثيقة به ثم يأمره بابتلاعها إذا جاءه في الموعد مطالبا بحقه، ولا يزال يقترض ويأبى السداد على هذا النحو ويضيف الدين الجديد إلى الديون القديمة حتى يئس الصيرفي من سداد جميع الديون، فلما استدعى الصيرفي بعد ذلك جاءه ومعه ورقة شفافة ورجاه أن يكتب الوثيقة عليها؛ ليسهل عليه ابتلاعها في موعد السداد.

ومنها أن واليا كان يجمع الضرائب ولا يقبل عذرا في تأخيرها، ولا يزال يقول لمن يعتذر بقلة المال: ماذا؟ أليس لديك أربعون ريالا ...؟

وعلم القوم من تكرار هذه «الأربعين» أن الرجل يملك أربعين ريالا فلا يصدق أن أحدا لا يملكها مثله، ونقبوا عن دفائنه حتى عثروا بالثروة المجهولة، أو المعلومة، فلم يضرب الوالي بعدها أحدا يماطل في الضريبة، وجعل يقول لكل معتذر: من أين لك أربعون ريالا يا مسكين؟ ... أنا لا أملك ريالا واحدا من الأربعين!

ومنها أن واليا كان يصلي في أخريات أيامه، ويتبع الصلاة بالدعاء والنحيب، ويسأل الله أن يكفر له ذنوبه لأنه قتل أربعة.

Bilinmeyen sayfa