وذهب أستاذ إلى طبيب فقال له: «أخرج لسانك»، ثم قال له: «لسانك في حالة حسنة، ولكن ما هذا الطابع الذي عليه؟» فابتسم الأستاذ وقال: «أهو هناك وأنا أحسبني وضعته على الغلاف؟!»
وأكذوبة إبريل وما جرى مجراها فن من هذه الفنون الفكاهية. يقول مارك توين: «إن أول إبريل يوم واحد في السنة يذكرنا بغفلتنا في جميع الأيام ...»
ويقول المتندرون بهذا اليوم: إن الذين يولدون فيه يكتمون تاريخ ميلادهم ليثبتوا وجودهم ويستريحوا من ولع الناس بتذكيرهم ما يحاولون كتمانه، وكذلك من يولد في اليوم التالي أو اليوم السابق ... ولكنهم يطلقون اسم مغفل إبريل على كل ضحية تجوز عليه الأكاذيب في يوم مجعول لهذه الأكاذيب.
والعثرة اللسانية أو القلمية تضحك وتهيئ النفس للفكاهة، ومن قبيلها قول بعض الخطباء على إثر حفلة موسيقية من الحفلات التي لا تكثر في القرى: «إنها لحسن الحظ حفلة نادرة»، ويشبه هذه العثرة أن طبيبا كتب شهادة وفاة فوضع اسمه في موضع سبب الوفاة بدلا من موضع التوقيع!
والغلطة مع حسن النية تثير الغيظ فيمن يصاب بها وتثير الضحك فيمن يشاهدها، وإحدى النوادر المروية عن هذه الغلطات أن صاحب حانة كان يقف وراء البنك في حانته إذ هجم عليه قادم مستعجل وسأله في لهفة: «أعندك شيء يزيل الفواق؟» فلم يجبه صاحب الحانة ولكنه ضربه بالفوطة المبلولة على وجهه، فنظر الرجل إليه شزرا وهم أن يبطش به لولا أن بادره صاحب الحانة معتذرا، وقال له إنني أرحتك بهذه الضربة من الفواق ... ثم ظهر أن الرجل لم يكن به فواق، وإنما طلب الشراب الذي يزيله لزوجته التي كانت في السيارة عند الباب!
وقد يتبع الغلطة حسن التخلص فتضيف إليها فكاهة على فكاهة.
أخذ بعض المدعوين إلى إحدى الولائم في حديث مع جارته، وأحب أن يبدأه بالغيبة والنقد؛ لأنها من الأحاديث المحبوبة في أمثال هذه المجتمعات، فأنحى بالذم والوقيعة في رجل لا يعرفه على مسافة منهما، وفاجأته السيدة قائلة: «ويحك! إنك تعني زوجي!» قال: «نعم، ولهذا أكرهه!»
وأراد طبيب مستشفى المجانين أن يتصل برقم يحتاج إلى التحدث مع صاحبه على عجل، فجن جنونه لإهمال العاملة ومراوغتها في الجواب، وصاح بها محتدما: «ويلك! أتعلمين من أنا؟» قالت: «لا، ولكني أعلم أين أنت!»
والغلطة المطبعية إحدى الغلطات الفكاهية أو المضحكة، وهي خاصة بكل لغة، وقلما تصلح للترجمة إلى لغة أخرى، ولكننا نضرب لها الأمثلة بما عرفناه من غلطات المطبعة عندنا، وإحداها غلطة الصفاف في نقل السطور بين إعلانات الزواج وإعلانات الوفيات، فإذا بالخبر يقرأ أن العروس تقبل التهنئة من المدعوين ثم شيعوه بالرحمات والدعوات!
وحدث في الاحتفال برفع الستار عن تمثال نهضة مصر أن حكمدار العاصمة وقف على مقربة من كبار الرؤساء وقبعته على رأسه ومنشته في يده؛ فعلقنا على ذلك في كتابة أخبار الحفلة، واضطربت السطور بين يدي الصفاف فجرى الخبر على هذا المثال: «وحضر فلان وفلان وصاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر، ولوحظ عليه أنه كان يلبس قبعته ويعبث بمنشته وهو على مقربة من كبار ولاة الأمور.»
Bilinmeyen sayfa