Siyasi Coğrafya
الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا: مع دراسة تطبيقية على الشرق الأوسط
Türler
وحينما ظهرت ألمانيا كقوة عسكرية في أوروبا بعد 1870 تحالفت فرنسا وبريطانيا وروسيا، وظل هذا الحلف يقوى بتأثير ارتباط الدولة العثمانية بألمانيا والنمسا، وقد أرادت ألمانيا أن تبني جسرا عبر تركيا إلى الشرق الأوسط والمحيط الهندي وتدق إسفينا بين روسيا من ناحية وفرنسا وبريطانيا من ناحية أخرى، وقد انعكست هذه الاستراتيجية الألمانية في بناء خط حديدي يربط ألمانيا والدولة العثمانية، عرف باسم خط برلين بغداد «وصل إلى بلجراد 1888، وأنقرة 1892، والبصرة 1902»، وقد تدعم حلف روسيا وبريطانيا وفرنسا عام 1907، وكانت له آثار واضحة في اقتسام إيران بين بريطانيا وروسيا في صورة مناطق للنفوذ وليس في صورة احتلال، لمواجهة القوة الألمانية التركية، وتوقف العداء الروسي الإنجليزي في أفغانستان.
مصر
وخلال فترة ظهور مصر كقوة جديدة في الشرق الأوسط (1805-1840) في عصر حكم محمد علي، كانت المنافسة الفرنسية الإنجليزية على أشدها، ليس فقط بشأن مصر، بل فيما يخص كل شئون الشرق الأوسط، ففرنسا سعت أن يكون لها مكانة مرموقة في مصر، وقد نجحت في ذلك نجاحا لا بأس به، ولكن نمو القوة المصرية إلى الحد الذي هدد كيان الدولة العثمانية - حينما اقتربت الجيوش المصرية من إسطنبول - كان كفيلا بوقوف بريطانيا وروسيا والنمسا موقفا صلبا لمساعدة الدولة العثمانية، فهذه الدول كانت تفضل التعامل مع الدولة العثمانية الضعيفة لتحقيق أهدافها المختلفة، فبريطانيا لا ترضى بوجود قوة تهدد طريق الهند، وكان لروسيا والنمسا - بحكم جيرتهما لتركيا - أطماعهما في البلقان، وذلك بالإضافة إلى رغبة روسيا في الحصول على موقف قوي في المضايق التركية - معاهدة هنكار اسكليسي 1833، بين تركيا وروسيا، التي نصت على أن يصبح إغلاق المضايق رهنا بموافقة روسيا - وقد اشتركت فرنسا مع هذه الدول الثلاث لحماية الدولة العثمانية بالإضافة إلى بروسيا وذلك كي لا تصبح وحدها مؤيدة لمصر، وتفقد بذلك أية مزية يمكن أن تحصل عليها في الشرق الأوسط بعد تحطيم القوة المصرية.
وفي عهد ولاية عباس الأول كسبت بريطانيا موقفا قويا في مصر ضد فرنسا، وذلك بالموافقة على إنشاء خط حديدي بين السويس والإسكندرية
5
وهو عكس الاستراتيجية الفرنسية الرامية إلى إنشاء قناة بحرية في برزخ السويس، ثم كسب الفرنسيون جولة ضد إنجلترا بموافقة مصر على شق قناة السويس (1858-1869)، وفي 1875 اشترى الإنجليز أسهم مصر في القناة (= 44٪ من أسهم الشركة)، وفي 1882 تذرعوا بحماية أرواح الأجانب واحتلوا مصر، وكان سهلا عليهم بعد ذلك أن يدخلوا السودان، وتمت لهم السيطرة الفعلية على الطريق الملاحي الجديد الذي يهدد احتكارهم التقليدي لتجارة عالم المحيط الهندي، وبذلك نجحت الاستراتيجية الإنجليزية في الشرق الأوسط، في مقابل إطلاق يد فرنسا في شمال أفريقيا.
إيران
نشأت الدولة الصفوية في إيران خلال القرن السادس عشر، وقد صادفت منذ نشأتها نزاعا مستمرا مع الدولة العثمانية، وفي القرن الثامن عشر تعرضت إيران للمنافسات المختلفة من جيرانها، ففي الفترة بين 1722 و1730 كانت هناك حروب مستمرة بين إيران والأفغان والأتراك والروس والبريطانيين، وفي القرن التاسع عشر اشتدت المنافسة على إيران؛ فبريطانيا كانت تعتبر إيران والخليج قلعة أمامية بالنسبة للهند، ولذلك أبدت قلقا شديدا من تزايد نشاط المبعوثين الفرنسيين إلى البلاط الإيراني خلال الفترة 1796-1809، ومن ثم عقدت اتفاقا مع إيران في 1800 لمنع هذا النشاط الفرنسي، وقد توقف الفرنسيون عن نشاطهم بعد هزيمتهم في مصر، ولكنهم أرسلوا بعثة إلى إيران عام 1807 لعقد معاهدة وحلف ضد الروس، وقد فشلت البعثة أيضا نتيجة لجهود بريطانيا.
ونظرا للتجاور المكاني بين روسيا القيصرية وإيران، فإن دور روسيا هنا كان مشابها ومكملا لدورها بالنسبة للدولة العثمانية، ففي 1801 احتل الروس جورجيا و1813 تقدموا في أذربيجان، 1828 احتلوا ما هو معروف الآن بجمهورية أرمينيا السوفيتية، ولم تستطع المعاهدة الإنجليزية الإيرانية أن تساعد إيران ضد هذا التوغل الروسي، وفي الفترة 1821-1823 خاضت إيران حربا ضد الدولة العثمانية، وحربا أخرى بينها وبين أفغانستان (1834-1837) بتحريض روسيا التي كانت تساند إيران، بينما كانت بريطانيا تساند أفغانستان، وفي 1856 حاربت بريطانيا إيران في الخليج واحتلت جزيرة الخرج، وأصبحت إيران تحت النفوذ البريطاني في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وفي 1889 مارست بريطانيا نفوذا اقتصاديا كبيرا بإنشائها البنك الإمبراطوري الفارسي الذي كان من حقه إصدار العملات، وفي السنة ذاتها عقدت إيران مع روسيا امتيازا بمقتضاه أصبح للروس الحق في مد الخطوط الحديدية في إيران، وفي 1907 كفت بريطانيا وروسيا عن النزاع على إيران، بعد أن ثبتت كل منهما نفوذا معينا، وذلك كجزء من التحالف ضد ألمانيا.
أفغانستان
Bilinmeyen sayfa