Felsefi Kökler Yapısalcılık
الجذور الفلسفية للبنائية
Türler
والأمر الذي لا يمكن إنكاره هو أن ستروس قد بذر في البنائية بذرة دجماطيقية، أصبح من الصعب بعد ذلك التخلص منها؛ نتيجة لتسلط النموذج اللغوي عنده على جميع الميادين.
وإذا كان البعض قد انتقدوا النموذج اللغوي الذي أراد ستروس تعميمه، فإن البعض الآخر قد انتقدوا الاعتقاد الذي يكمن من وراء عملية التعميم هذه - سواء أكان أصلها لغويا أم غير لغوي - وهو الاعتقاد الراسخ لدى ستروس بأن البناءات ثابتة، لا يؤثر فيها الزمان. ولعل أحق النقاد بأن نستمع إلى وجهة نظره في هذا الصدد هو «بياجيه»، ليس فقط؛ لأنه كان عالما ومفكرا من الطراز الأول، بل أيضا لأنه كان من أنصار البنائية، ومع ذلك فقد هاجم فكرة ثبات البناءات ورأى أنها ليست ضرورية على الإطلاق؛ لكي يكون المذهب البنائي متسقا مع نفسه.
فمن الملاحظ أولا أن ليفي ستروس ينسب إلى البناءات ضربا من الوجود يصعب تحديد طبيعته. فهي موجودة على نحو مستقل عن ذهن العالم الذي يتوصل إليها؛ أي إنها ليست مركبا من تلك المركبات الاصطلاحية التي يتواضع عليها العلماء من أجل تيسير عملهم، دون أن يكون لها وجود حقيقي. ولكن وجودها في الوقت ذاته ليس وجودا متعاليا
transcendent
ينتمي إلى عالم شبيه بعالم المثل الأفلاطونية، بل هو كامن في قلب التجربة الواقعية. وليس مما يقرب طبيعة هذا الوجود إلى أذهاننا أن يقول ستروس إنها تنبثق عن الذهن البشري الذي لا يتغير، وإنها سابقة على كل تنظيم اجتماعي؛ لأنها أصل كل تنظيم وسابقة على ما هو نفسي وما هو عضوي؛ ذلك لأن حيرتنا تزداد حين نعلم أن لها وجودا مستقلا يهتدي إليه الذهن ولكنه لا يخلقه، وأن هذا الوجود ليس اجتماعيا ولا نفسيا ولا عضويا.
9
ويبدو أن ما يهم ليفي ستروس في هذا كله هو أن يدافع عن ثبات العقل البشري عن طريق تأكيده أن لهذا العقل «وظيفة رمزية » لا يؤثر فيها تغير الزمان. ولكن بياجيه يرد على ذلك بقوله: «ينبغي أن نعترف بأننا لا نفهم على وجه التحقيق لماذا يكون العقل قد كرم إذا ما حول إلى مجموعة من الأطر الثابتة، أكثر مما يكرم إذا نظر إليه على أنه نتاج لم يكتمل بعد، لعملية بناء ذاتي مستمرة. فهل من الضروري النظر إلى الوظيفة الرمزية على أنها ثابتة؟»
10
إن ما يدافع عنه بياجه في هذا الصدد هو إمكان الجمع بين فكرة البناء وفكرة التطور التي تسري حتى على الوظيفة الرمزية لدى الإنسان. وهو هنا يهاجم «وهم الثبات» الذي كان يشكل صنما كبيرا من أصنام الفلسفة منذ أيام أفلاطون، والذي يبدو أن ليفي ستروس كان بدوره من الواقعين تحت تأثيره. ولكن هل يعني هذا أن كل من رفض فكرة الثبات، وأكد التطور، كان في موقف أفضل من موقف ستروس؟ الواقع أن بعض هؤلاء، مثل «ليفي برول
Lévi-bruhl » قد ارتكبوا أخطاء أشد بكثير مما وقع فيه ستروس، على الرغم من أنهم أكدوا أن عقل الإنسان ليس أزليا وليس ثابتا. فعند ليفي برول تقسم المجتمعات البشرية إلى مجتمعات خلت من المنطق لها عقلية «قبل المنطقية
Bilinmeyen sayfa