Yeniler ve Eski Olanlar: İncelemeler, Eleştiriler ve Tartışmalar
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
Türler
سينسى التاريخ طقطقة خيول الحرس الجمهوري، وزفيف الدراجات ، وتحيات العسكر، وارتعاشات الموسيقى، ورنين الكئوس، وكياسة المرحبين، وبلاغة الخطباء، إنه سينسى كل هذه ولا يحفظ في ذاكرته إلا ثلاث كلمات فقط.
إن المؤرخ كالناقد، لا يبالي إلا بالروائع، وروائع زيارة صاحب الغبطة في بيروت ثلاثة أسطر، فلا تلك المآدب ولا الحفلات، ولا السيارة ولا العلم، ولا الألوف المؤلفة من جماهير النظارة ما يصفه المؤرخ الذي يماشي الدهور، إنه سيسجل هذه السطور الثلاثة:
زار البطرك أنطون مفتي المسلمين.
زار البطرك أنطون حاخام اليهود.
زار البطرك أنطون المرسلين الأميركان.
وإن لم تأت الزيارة الأولى بالحب المروم فمتى ثنيناها وثلثناها يكفل الزمان عقد الخطبة، ستثمر هذه الزيارات في الزمان الآتي، وتبنج الأعصاب المتوترة، وتنسى عناصر البلاد - وما أكثرها - (رقم 6 و6 مكرر) كما محت أنامل الدهر البطيئة غيرها من مواد.
الله كريم.
كثيرا ما تخرب الصحف ما يعمره الأدباء، الصحف تنظر إلى حوادث اليوم، أما الأديب الملهم فيرى ما وراء القرون، يحلم الأديب فيضحك قومه من أحلامه، أما الأيام فتحققها بعد حين، قد يضطهد الأديب المصلح حتى يموت لأجل اطمئنان الخلق، فيضحك الناس خلف جنازته - إن مشوا خلفها - وتمتزج قهقهتهم بقضقضة عظامه، ولكن دمه يسقي نواة الحق وينميها حتى تصير دوحة يتفيأ ظلالها الهازئون، ولا يذكرون الفارس والساقي.
قد يكون أعداء المرء أهل بيته كما فعل طنوس الشدياق - صاحب تاريخ أعيان لبنان - شقيق أسعد الشدياق حين تنصل من تبعة ضلاله، والتمس له المغفرة من البطريرك، أما أخوه فارس - أحمد فارس الشدياق - فتمرد، وهاجر متمردا، وعاش متمردا، ومات متمردا، وإليك الخبر: في مطلع القرن التاسع عشر قدم مرسلون بيبليشيون؛ أي إنجيليون
1
Bilinmeyen sayfa