Soykırım: Toprak, Irk ve Tarih

Fahmi Sacid Şeyhu d. 1450 AH
77

Soykırım: Toprak, Irk ve Tarih

جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ

Türler

ثم قدم مانوكيان للقادة الحضور مساعديه «دافيت» و«سركيس» كان دافيت شابا نحيلا سبط القوام أهيف القد، وكأن ماء الجمال قد ترقرق في وجهه، يرتدي قميصا أبيض مع بنطال من قماش بني سميك، حركاته توحي بالخجل والحرج أمام أنظار الحضور وهو يقف قرب مانوكيان، على عكس زميله سركيس الذي كان يحملق في الوجوه وكأنه نسر يبحث عن فريسته بين الأدغال، رجلا مربوع القامة قصير الأخدعين، أصلع الرأس عرفه مانوكيان بالدكتور سركيس.

بعدما أكمل كلامه الموجز أجرى «مانوكيان» ومساعداه مقابلات مع قادة الفصائل، دخل أرتين مع قائده فارتان الغرفة وجلسا بالمكان المخصص لهما. كان «دافيت وسركيس» قد وضعا أمامهما دفترا لكتابة ما يدور في اللقاء. بعد الترحيب بهما وجه «مانوكيان» السؤال إلى قائد الفصيل «فارتان»: أخبرنا عن الفترة الماضية وعن العمليات التي قمتم بها؟ أنا لدي معلومات عنها لكن أريد السماع منك كقائد ميداني.

تنحنح فارتان وعدل جلسته ثم بدأ بالكلام: سيدي، نحن كفصيل اغتيالات عملنا في الساحة لا يشبه كثيرا أعمال بقية الفصائل، وكذلك نحن لا نقرر الشخصيات التي يجب اغتيالها، بل تأتينا أوامر مباشرة من القيادة بذلك، ونادرا ما نرفع بعض الأسماء التي تسببت في قتل الكثير من الأرمن، أما العمليات التي قمنا بها فكانت تتراوح بين النجاح والفشل حسب ظروف العملية. فشلت محاولة اغتيال «بحري باشا» والي وان السابق، استطاع مقاتلونا إصابته لكنه لم يمت، وأكثر عملية أعترف بخطئي فيها هي عملية اغتيال «زكي باشا» على الرغم من أخذ جميع التدابير اللازمة إلا أنني لم أضع في الحسبان أنهم يدركون نقطة الضعف في ذلك الطريق مما أدى إلى خسارة أحد قادتنا الشجعان وبعض المقاتلين. وكذلك قمنا بالعديد من عمليات التهديد بالسلاح لأثرياء الأرمن من أجل دعم الثورة، واستطعنا بذلك توفير ميزانية جيدة للعمليات في الولاية كلها.

ساد صمت في المكان، كانوا في بيت أحد رجال الأرمن الأثرياء من مؤيدي الثورة في السر، ولديه علاقة وثيقة مع مسئولي الدولة في العلن، كان بيته آمن مكان لاجتماع قادة فصائل الثورة في الحي الأرمني بمقاطعة غاردن.

انتصب واقفا مانوكيان، ثم خطا بخطوات وئيدة نحو اللوحة المعلقة على الجدار البعيد، بقي يتأملها وكأنه يفكر في شيء لم يدركه الحاضرون، كانت اللوحة تصور معركة طاحنة بين الجيشين العثماني والبيزنطي ، وقد تداخلت السيوف والرماح بين الصليب والهلال، بارزة صورة السلطان سليمان القانوني بتفاصيل وجهه، الأنف الطويل المدبب والبشرة البيضاء واللحية الطويلة وزيه السلطاني وعمامته البيضاء الكبيرة وهو على صهوة جواده وسيفه يهوي على رقبة خصمه لينقض عليه وحوله الجنود برماحهم وسيوفهم التي تقطر منها الدماء.

ثم كسر مانوكيان صمته قائلا: ما أبلغ رسالة الفنان في هذه اللوحة، لقد رتب سلم الأهمية في الحرب بلمسة فريدة، فبرز قادة الطرفين وأعطاهما تفاصيل أدق بكثير وألوانا حية عن الفرسان والجنود ثم أعطى هالة كبيرة للسلطان على حساب خصمه؛ فالناظر لهذه اللوحة يدرك من الوهلة الأولى ودون أن يفكر من هو الطرف الأقوى والأشجع ومن المنتصر في الحرب.

ثم غطى بكفه صورة السلطان في اللوحة، والتفت إليهم قائلا: إن اختفى، انتهى أمر جيشه وخسروا المعركة.

رفع كفه عن الصورة وأكمل: وإن بقي حيا يقودهم انتصروا.

ونحن الآن في معركة مشابهة، إن أردنا النصر وجب علينا أن نقضي على السلطان عبد الحميد الثاني بأي ثمن كان، وإلا فلن تقوم لنا قائمة. •••

على مشارف الآستانة من جهة البوابة الجنوبية المبنية من الحجر والمزينة بالنقشات الدقيقة من الطراز العثماني، بوابة عظيمة ارتفاعها أكثر من خمسة أمتار تذكر أرتين ببوابات قلعة وان الحجرية، لكنها لم تكن بهذه الضخامة.

Bilinmeyen sayfa