Soykırım: Toprak, Irk ve Tarih
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
Türler
في طريق العودة بعدما أوصل حسن صديقه إلى دارهم كان الحاج صالح الكفيف يجلس على عتبة الباب الخارجي لداره، سلم عليه حسن وقبل يده وطلب خدمته وحاجته، فلم يسمع منه سوى عبارة يكررها دائما: «الله يرحم ترابك يا عبد الحميد»، ولم يخطر على باله يوما أن يسأله من هو عبد الحميد؟ لعله يقصد أحد أولاده الذي فقده، أو أحد أصدقائه القدماء. وأثناء ذلك أقبل رجل كبير في السن يبدو من هيئته أنه ليس بعربي، شعره أبيض ناصع وبشرته حمراء، فيه من دم وملامح بني الأصفر، ونظراته الثاقبة القاسية لم يلينها الزمن وطول العمر، سلم على الحاج صالح، وصافح حسن وهو يبتسم ثم قال: سمعتك من بعيد تترحم عليه! أما آن لتبصر الحقيقة بقلبك بعدما فقدت البصر بعينك، وتكف عن الترحم عليه؟ - سأبقى أترحم عليه حتى تغادر الروح الجسد. - دعك من ذلك، وأخبرني عن تاجر أحجار كلسية، لدي ترميمات في بيتي.
رد عليه حسن دون أن يستأذن من الحاج صالح: أبي يعمل في تجارة الأحجار الكلسية.
تحسس الحاج صالح بكفه على ظهر حسن حتى وصل كتفه، ثم ربت عليه، وقال لصاحبه العجوز: نعم، أبو خالد يعطيك أحسن الأنواع، ويراعيك في السعر إن أخبرته بأنك صاحبي. - وأين دكانه؟ - في خان تنكز «أوتوزبير»، اسأل عن أبي خالد السرابي يدلك أهل الخان عليه، دكاننا صغير، لكن أبي معروف هناك.
أشاح الرجل بوجه حسن ونظر إليه، وقد قطب حاجبيه: لا تلفظ تلك الكلمة التركية اللعينة أمامي، تنكز يكفي، إنني أكره الترك ولغتهم وكل شيء يتعلق بهم.
راود حسن الكثير من الأفكار وهو يرمقه بأطراف عينيه وقال في نفسه: أبي رجل عصبي لا يحتمل مثل هؤلاء الزبائن الثقيلي الظل، أخشى أن يضربه بحجرة كلسية يعجل أجله.
سأل حسن عن اسمه، ليخبر والده أنه سيأتي إليه فقال: العم أرتين. •••
كانت الأزقة الضيقة والقناطر التي تربط البيوت المتقابلة، تفوح من نوافذها الخشبية روائح الأطعمة المتنوعة في مثل هذا الوقت من الظهيرة، المسخن والمفتول والمقلوبة التي تجعل حسن يعجل خطواته ليصل إلى البيت ويمني النفس أن يكون المسخن الذي تبدع بتحضيره والدته أم خالد هو الطبق الرئيسي للغداء اليوم.
كان الجوع قد أخذ مأخذه من حسن، فبدأ يأكل بشراهة كبيرة حتى غص بلقمة واحمر وجهه من الاختناق وهو يطلب الماء، ضحك أخوه الأكبر خالد، وربت على ظهره: على رسلك، على رسلك، الصحن لك وحدك. مع من تتسابق في الأكل؟!
قطبت الأم حاجبيها وهي تنظر لخالد، وقالت: عليك بالعافية حبيبي حسن. وسقته الماء. - تذكرت .. هنالك رجل كبير في السن يدعى العم أرتين يكون صاحب الحاج صالح، سأل عن بائع للأحجار الكلسية، فأشرته إلى دكاننا في الخان.
قال الأب وهو ينظر إلى صحنه ويحرك الملعقة عليه دون أن يأكل، وكأنه غارق في تفكير عميق: خيرا فعلت.
Bilinmeyen sayfa