Soykırım: Toprak, Irk ve Tarih

Fahmi Sacid Şeyhu d. 1450 AH
123

Soykırım: Toprak, Irk ve Tarih

جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ

Türler

في عين كارم دفن كاظم واجتمعت الأهالي وجنود جيش الإنقاذ العربي للصلاة عليه، ارتفعت أصوات التكبيرات وتهليلات النساء، كان مايكل يراقب الحدث بعيدا عن الجمهور المتجمع في ساحة القرية. - ماذا نفعل الآن يا حسن؟

أطرق حسن يفكر وهو ينظر إلى مايكل ولا يراه، لم يكن باستطاعتهما البقاء في عين كارم، إذا كشف أمر مايكل فمصيره مجهول، الغضب الشعبي بعد مجزرة دير ياسين التي هزت فلسطين كلها ودبت في نفوس أهله الرعب فأصبح الانتقام من اليهود على أشده.

شعر حسن أن مايكل يريد الهرب من صور الموت والقتل والقتال كما يشعر هو أيضا بعد استشهاد كاظم بين يديه وتخاذل جيش الإنقاذ العربي عن إغاثة أهل دير ياسين بحجة عدم وجود أوامر! هاجه إحساس بالشوق إلى أنوشكا وعينيها وذكرياتهما الجميلة، ارتسمت ابتسامة على وجهه، لم يكن في مخيلته مكان آمن لمايكل غير بيت العم أرتين هناك في تلك القرية النائية على أطراف مدينة جنين. - مايكل سنرحل من هنا. - إلى أين؟ - إلى جنين عند أنوشكا. - ومن تكون؟ - إنها ملاذ الخائفين الهاربين من بؤس الحياة. •••

ارتمت أنوشكا بحضن حسن، وتعانقا عناق العشاق بعد غياب طويل، لم يشعر حسن بدفء يغمره من قبل كما شعر بجسد أنوشكا وهي تلتصق به وتبكي بكاء الأطفال فرحا بقدومه. - كنت على يقين بأنك ستأتي، لقد انتظرتك كثيرا.

كان مايكل يراقب المشهد أمامه والدموع تذرف من عينيه، تمنى لو كانت سارة ترتمي بحضنه وتعاتبه على الغياب كما تفعل أنوشكا.

ولجا منزل العم أرتين خلف أنوشكا، ثم قادتهما إلى غرفة أبيها. كان العم أرتين طريح الفراش لا يقوى على الحركة، أمسك حسن يده وقبل جبينه قبل أن يجلس بقربه، ارتسمت ملامح الفرح في وجه العم أرتين عند رؤيته. - حسن، أما زلت تتذكرنا؟! - وكيف أنساكم عماه؟!

حضن العم أرتين يد حسن بكفيه وأعطاه ابتسامة صغيرة ثم سأله: أخبرني ماذا حل بالقدس؟ - ما يحل به على مدار التاريخ.

حرك العم أرتين رأسه متحسفا على ضياع القدس، تذكر يوم الهزيمة أمام القوات العثمانية في وان، وضياع الحلم الأرمني ببناء دولتهم، تذكر وجه المختار تلمكيان قبل أن تعرج روحه إلى السماء وفي عينيه كل آلام الأرمن وضياعهم وتشتتهم، مر على مخيلته وجه بانوس وباتيل وابنتهما أنوشكا، ديكران، دافيت ووجوه جميع قتلى المجازر، أخرج حسرة من جوفه ثم التفت إلى مايكل وتفحص وجهه: - ومن يكون صاحبك يا حسن؟ - إنه الضحية وأداة الجريمة. - كيف يكون الضحية أداة للجريمة أيضا؟!

اتجهت الأنظار صوب حسن الذي أطرق رأسه ينظر نحو بلاطة الغرفة، بقي صامتا دون أن يجيب، ثم انتصب واقفا من مكانه وخطا بخطوات ثابتة نحو النافذة الخشبية المطلة على البستان المليء بالأشجار المثمرة، علق يده من على بابها المفتوح وقال: كلنا ضحايا ومجرمون في الآن نفسه. - وكيف ذلك؟! - المسيحيون الأرمن كانوا ضحية بيد العثمانيين المسلمين، واليهود كانوا ضحية النازية المسيحية، والمسلمون عادوا ليكونوا ضحية اليهود في فلسطين، وهكذا توازنت المعادلة، كلنا ظلمنا وظلمنا، قتلنا وقتلنا، هجرنا وهجرنا، استبحنا أراضي واستبيحت أراضينا .. إلى هنا لا بد أن تنتهي قصة القتل والمجازر بيننا إلى الأبد، وإلا فسيفني بعضنا بعضا. - لن تنتهي.

Bilinmeyen sayfa