ـ[الجهاد لابن المبارك]ـ
المؤلف: ابن المبارك
حققه وقدم له وعلق عليه د. نزيه حماد
الناشر: الدار التونسية - تونس
تاريخ النشر: ١٩٧٢م
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج]
Bilinmeyen sayfa
أي الأعمال أحب إلى الله ﷿؟ قال: فهبنا أن يقول منا أحد. قال: فأرسل إلينا رسول الله
لو كنا نعلم أي الأعمال أفضل أو أحب إلى الله، فنزلت: ﴿يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على
نزل قوله: ﴿لم تقولون ما لا تفعلون﴾ [الصف: ٢] إلى قوله: ﴿صفا كأنهم بنيان مرصوص﴾ [الصف: ٤]
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة﴾ [التوبة: ١١١] فقال: ثامنهم الله
عمل صالح قبل الغزو، فإنكم إنما تقاتلون بأعمالكم
القتل في سبيل الله يغسل الدرن، والقتل قتلان كفارة ودرجة
القتلى ثلاثة رجال: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى
الناس في الغزو جزءان: فجزء خرجوا يكثرون ذكر الله والتذكير به، ويجتنبون الفساد في المسير،
إذا التقى الزحفان نزلت الملائكة، فتكتب الناس على منازلهم، فلان يقاتل للدنيا، وفلان يقاتل
من الناس ناسا يقاتلون ابتغاء الدنيا، وإن من الناس ناسا يقاتلون رياء وسمعة، وإن من الناس
مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل القائم الصائم الخاشع
إني أقف المواقف أريد وجه الله، وأحب أن يرى موطني، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه
مثل المجاهد في سبيل الله كالصائم القائم بآيات الله آناء الليل وآناء النهار، مثل هذه
لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم
لكل أمة رهبانية، ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله
لكل أمة رهبانية، ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله
أبدلنا الله بذلك الجهاد في سبيل الله، والتكبير على كل شرف
روحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها، أو ما عليها
لا تجف الأرض من دمه حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيلهما في براح من الأرض بيداء،
إذا التقى الصفان أهبط الله الحور العين إلى السماء الدنيا، فإذا رأين الرجل يرضين مقدمه،
اذكروا نعمة الله عليكم، ما أحسن أثر نعمة الله عليكم فلو ترون ما أرى من بين أصفر وأحمر
غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أو قيد أحدكم في الجنة خير من
لو أن خيرة من خيرات حسان اطلعت من السماء لأضاءت لها الأرض، ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر،
للشهيد غرفة كما بين صنعاء والجابية، أعلاها الدر والياقوت، وجوفها المسك والكافور قال:
ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا، ولها الدنيا وما فيها إلا الشهيد
لولا أن أشق على أمتي أو قال على الناس لأحببت أن لا أتخلف عن سرية تخرج في سبيل الله، ولكن
ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، فإنه
مثل المجاهد في سبيل الله مثل رجل يصوم النهار ويقوم الليل حتى يرجع متى ما
لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري عبد مسلم أبدا
ما شحب وجه، ولا اغبر قدم في عمل يبتغى به درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل
من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار فأعجب مالكا قوله، وسار حتى إذا كان حيث
من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار، فهما حرام على النار وأصلح دابتي لتغنيني عن
ما من حال أحرى أن يستجاب للعبد فيه إلا أن يكون في سبيل الله من أن يكون عافرا وجهه
إذا رجف قلب العبد في سبيل الله تحاتت خطاياه كما تتحات عذق النخلة وذكر من الصلاة مثل
لروحة صعلوك من صعاليك المهاجرين يجر سوطه في سبيل الله أفضل من صدقة ابن
مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القانت، الذي لا يفتر عن صيام وقيام حتى
لا يكلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - إلا جاء كهيئته يوم القيامة،
تكفل الله لمن خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله لا ينهزه إلا الجهاد في سبيله، وتصديق كلمته،
كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيأتها، إذا طعنت تفجر دما، فاللون لون
الجريء كل الجريء الذي إذا حضر العدو ولى فرارا، والجبان كل الجبان الذي إذا حضر العدو حمل
يجيء الله ﵎ في ظلل من الغمام والملائكة، ثم ينادي مناد: سيعلم أهل الجمع لمن
ينادي مناد: أين المفجعون في سبيل الله، فلا يقوم إلا المجاهدون
إذا قاتل الشجاع والجبان، فأعظمهما أجرا الجبان، وإذا تصدق البخيل والسخي فأعظمهما أجرا
فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله قال هم الشهداء، هم ثنية الله حول العرش
عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة:
ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يشنؤهم الله، فلقيته، فقلت: يا أبا ذر، ما حدثت؟ بلغني عنك
أفضل الشهداء عند الله الذين يلقون في الصف فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في
ألا أخبركم بأفضل الشهداء عند الله منزلة يوم القيامة الذين يلقون العدو في الصف، فإذا
ألا أنبئك يا هزاز بن مالك بأفضل الشهداء عند الله يوم القيامة؟ قال: بلى. قال: المحتسب
من عقر جواده وأهريق دمه
الشهداء أمناء الله، قتلوا أو ماتوا على فرشهم
لقد طلبت القتل مظانه، فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عمل شيء أرجى عندي بعد
خل عني يا خالد، فإنه قد كان لك مع رسول الله ﷺ سابقة، وإني وأبي كنا من
رأيت في المنام كأن أبا جهل أتاني فبايعني، فلما أسلم خالد بن الوليد، قيل صدق الله رؤياك
كتاب ربي، وكلام ربي.
نزلت هذه الآية ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ [آل عمران: ١٢٨]، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه
إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول: اللهم العن فلانا وفلانا. بعد ما
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾ [آل عمران: ١٦٩] . قال:
الشهداء في قباب من رياض بفناء الجنة، يبعث لهم حوت وثور يعتركان فيلهون بهما، فإذا اشتهوا
جنة المأوى فيها طير خضر ترتعي فيها أرواح الشهداء
لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل من
إذا استشهد الشهيد أخرج الله له جسدا كأحسن جسد، ثم أمر بروحه، فأدخل فيه، فينظر إلى جسده
أنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه حتى نسخ بعد: بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا، فرضي
هذا من الثمانين الذين صبروا معك يوم حنين، أرزاقهم وأرزاق أولادهم على الله في
ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت، إن الله ﵎ يقول ﴿والذين هاجروا في سبيل الله ثم
من وضع رجله في ركابه فاصلا في سبيل الله فلدغته هامة أو وقصته دابة أو مات بأي حتف مات فهو
الشهداء سبع سوى القتل في سبيل الله: المبطون شهيد، والغريق شهيد، والمطعون شهيد، وصاحب
شهداءكم إذا لقليل، إن من يتردى من الجبال، ويغرق في البحور، وتأكله السباع شهداء عند
أيستطيع أحدكم أن يقوم فلا يفتر، ويصوم فلا يفطر، ما كان حيا؟ فقيل له: يا أبا هريرة، ومن
لقد شغلتكم عن الجهاد حتى حقت علي وعليكم، فمن أحب أن يلحق بالشام، فليفعل، ومن أحب أن
يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه، فلينظر كل امرئ منكم لنفسه
كتب عليكم القتال وهو كره لكم﴾ [البقرة: ٢١٦] . قال: فنزلت آية القتال فكرهوها، فلما بين
ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله﴾ [النساء: ٧٥] . قال وفي المستضعفين
ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله﴾ [الأحزاب: ٢٢] .
لم يشهد بدرا مع رسول الله ﷺ، فكبر عليه، فقال: أول مشهد شهده رسول الله
قرأ رسول الله ﷺ يوم بدر: ﴿وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات
أرأيت إن قتلت اليوم أطأ بعرجتي هذه الجنة؟ قال: نعم قال: فوالذي بعثك بالحق لأطأن بها الجنة
لو كان غيرها آثرتك به، فخرج سعد مع النبي ﷺ، فقتل يوم بدر، ثم قتل
لما طعن حرام بن ملحان، وكان خاله يوم بئر معونة. قال بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه،
زعم عروة بن الزبير أن عامر بن فهيرة، قتل يومئذ، فلم يوجد جسده حين دفنوه يرون أن الملائكة
دعا رسول الله ﷺ على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين غداة يدعو على
إنها جنات كثيرة وإن حارثة في الفردوس الأعلى
يرمي بين يدي رسول الله ﷺ، فكان النبي ﷺ يرفع رأسه من
اللهم إني أقسم عليك أن نلقى العدو، فإذا لقينا العدو أن يقتلوني، ثم يبقروا بطني، ثم
منعتموني الجنة ببدر، والله، لئن بقيت.. . فبلغ ذلك عمر، فلقيه، فقال: أنت القائل كذا
رأيت أباه يستن يوم أحد بسيفه كما يستن الجمل
من رجل يبيع لنا نفسه، فوثب فتية من الأنصار خمسة فيهم: زياد بن السكن، فقتلوا حتى كان
أصيب مع رسول الله ﷺ يوم أحد نحو من ثلاثين، كلهم يجيء حتى يجثو بين يديه،
إن كان محمد قد قتل، فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم
كنت في أول من فاء يوم أحد، فرأيت رجلا مع رسول الله ﷺ يقاتل دونه أراه
طلحة رجع بسبع وثلاثين أو خمس وسبعين بين ضربة وطعنة ورمية، ربع فيها جبينه، وقطع فيها عرق
أوجب طلحة
من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله. قال: فخرج يطوف في
ائتوهم وزوروهم وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا
قتل مصعب بن عمير، وهو خير مني، فكفن في بردة، إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا
لا تختلفوا، فتشقوا علينا. ثم قال: رحمك الله أبا العبيدين، إنما أصحاب محمد صلى الله عليه و
من كان له قتيل فليأت قتيله يعني قتلى أحد قال: فأخرجناهم رطابا يتثنون، قال فأصابت المسحاة
لما استشهد الشهداء بأحد، ونزلوا منازلهم، رأوا منازل أناس من أصحابهم لم يستشهدوا، وهم
دعي القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل فيما لا ترون أشد
ما خرجت رغبة بنفسي عن أنفسكم، ولا اختيار بلد عن بلدكم، ولكن كان هذا الأمر فخرجت فيه رجال
إن كنت إنما أعتقتني لله، فدعني أذهب إلى الله، وإن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني عندك. فأذن
أبت البحوث يعني سورة التوبة قال الله ﵎: ﴿انفروا خفافا وثقالا﴾ [التوبة: ٤١] .
انفروا خفافا وثقالا﴾ [التوبة: ٤١] فقال: أمرنا الله ﵎ واستنفرنا شيوخا وشبابا،
الله بعثني بالسيف بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالفني،
ما أدري من أي يومين أفر، يوم أراد الله أن يهدي لي فيه شهادة، أو من يوم أراد أن يهدي لي
ما من ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب، أو أبشر فيها بغلام أحب إلي من ليلة شديدة البرد
ما أحب أن امرأتي أصبحت نفسا بغلام، ولا أن فرسي أصبحت بعطفة على مهرة، ولوددت أنه لا يأتي
نعم الفتى سمرة، لو أخذ من لأمته وشمر من مئزره. ففعل ذلك، أخذ من لأمته وشمر
رأى ابن أم مكتوم يوما من أيام الكوفة، عليه درع سابغة يجرها في الصف
شر ما في الرجل شح هالع، وجبن خالع
كم من مشهد شهدته، وكم من مجمع حضرته، ولم أرزق الشهادة، لا نامت عيون
إن كنتم تعلمون إنما النصر من عند العزيز الحكيم، فقاتلوا القوم، وإن كنتم تنتظرون نصرا من
مر عمرو بن العاص، فطاف بالبيت، فرأى حلقة من قريش جلوسا، فلما رأوه قالوا: أهشام كان أفضل
أسلمنا فأحببنا رسول الله ﷺ، وناصحناه، فذكر يوم اليرموك، فقال: أخذ
انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي، ومعي شنة من ماء وإناء، فقلت: إن كان به رماق سقيته من
ترافقت أنا وعبد الله بن مخرمة، وسالم مولى أبي حذيفة عام اليمامة، فكان الرعي على كل امرئ
بئس حامل القرآن أنا إذا. فقطعت يمينه، فأخذ اللوى بيساره، فقطعت يساره، فاعتنق اللوى وهو
وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير﴾ [آل عمران: ١٤٦] قال جعفر: علماء صبر. وقال المبارك:
الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك
أف لهؤلاء وما يصنعون. وقال للعدو: أف لهؤلاء وما يعبدون. خلوا عن سبيله يعني فرسه حتى أصلي
إنك لست من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة
ألا ترضى أن تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، ويدخلك الله الجنة؟ قال: بلى يا رسول الله. قال فعاش
ينتهي الإثم إلى أن يشرك العبد بالله ﷿، وينكح أمه، وينتهي البر إلى أن يهراق دم العبد
ما كنت مفشيا من حديثك، فأفشه إلى هذا. فقام إلى كسوة في البيت، فأخرج كراسة فيها ثلاثة
الشهداء أربعة: مؤمن جيد الإيمان لقي العدو، وصدق الله ﷿ حتى قتل، فذلك الذي يرفع إليه
والسابقون السابقون﴾ [الواقعة: ١٠] قال: أولهم رواحا إلى المسجد، وأولهم خروجا في سبيل الله
أفلا أخبركم عن خلال كان عليها إخوانكم؟ أولها: لقاء الله ﷿ كان أحب إليهم من الشهد،
الشهيد؟ قال: الذي يحتسب نفسه
إنا لمتوجهون إلى مهران، ومعنا رجل من الأزد يقال له: أبو أثابة، فجعل يبكي، فقلنا: أجزع
مر عليه يوم القادسية، وقد انتثر قصبه، فقال لبعض من مر عليه: ضم التي منه؛ لعلي أدنو في
اللهم إن حدبة سوداء بذيئة يعني امرأته فزوجني اليوم مكانها من الحور العين. فمروا عليه وهو
مر يوم الجسر يوم أبي عبيد برجل قد قطعت يداه ورجلاه، وهو يقول: ﴿مع الذين أنعم الله عليهم
عليك السلام يا مدينا، شأنك تأوينا
اللهم أرمل المرأة، وأيتم الولد، وأكرم نوفا بالشهادة. قال: فغزوا، فلما انصرفوا فكانوا
ما من خطوة يخطوها، يتقدمها إلى عدو لي إلا هي أحب إلي من أربعة آلاف
ما من شيء عليها أحسن في نفسي من دم
سألت الله ﷿ ثلاثا، فأعطاني اثنتين، وأنا أنتظر الثالثة. سألته أن يزهدني في الدنيا،
ما أحسن هذا المرج، وما أحسن هذا الآن لو أن مناديا نادى: يا خيل الله، اركبي، فخرج رجل فكان
ما أحسن حمرة الدم على البياض، فسمع أبوه ذلك، فقال: أقسمت عليك لتنزلن. قال: فنزل، ثم اعتزل
اللهم إن حممة يزعم أنه يحب لقاءك، فإن كان حممة صادقا، فاعزم له عليه بصدقه، وإن كان كاذبا
لقد رأيتني خرجت في غزاة لنا، فدعي الناس إلى مصافهم في يوم شديد الريح، والناس يثوبون إلى
خذ هذه السفرة فاملأها من هذا العنب، ثم أدركنا به في المنزل. قال: فلما دخل الكرم، نظر إلى
إن شبهتموني فشبهوني برجل صالح. قالوا: فإنه كان عندنا رجل في ركائب يعلفها، فاستنفر الناس
أفضي بي إلى غرفة من ياقوتة أو زبرجدة، وأفضي بي إلى فرش موضونة بعضها إلى بعض، فبين يدي ذلك
أعطني مخلاتي حتى آتيكم من هذا العنب، فأخذها، ثم دفع فرسه، فبينما هو في الكرم، فإذا هو
كنا مع أبي محذورة قعودا، إذ جاءنا بذلك العنب، فوضعه، فدعا بقرطاس ودواة، فكتب وصيته، فلما
أتحب أن ترى الحور العين؟ قال: نعم. قال: فادخل الصخرة، ثم اخرج إلى الصفة، فخرج عليهم، فإذا
فتى غزا زمانا، وتعرض للشهادة، فلم يصبها، فحدث نفسه، فقال: والله ما أراني إلا لو قفلت إلى
عمل قليلا، وأجر كثيرا، صلوا على أخيكم. فصلينا عليه، ثم دفناه في موقفنا، وسرنا قال عبد
من أحب أن ينظر إلى رجل يطأ خضرة الجنة بقدميه غدا، فلينظر إلى هذا. فانطلق ذكوان إلى أهله
رأيتني في المنام كأني في رهط وخلفنا رجل مع السيف شاهره، فجعل لا يأتي على أحد منا إلا ضرب
رأيت كأنك أتيت على شجرة ظليلة فأصبت تحتها ثلاث شهادات، فأعطيتني واحدة، وأمسكت اثنتين،
خيرا رأيت، تستشهد، وأستشهد أنا وابني قال: فلما كان يوم يزيد بن زياد، لقيهم الترك بسجستان،
اللهم إن هذه نفسي تزعم في الرخاء أنها تحب لقاءك، فإن كانت صادقة، فارزقها ذاك، وإن كانت
اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وإذا كانت خيرا لي فتوفني وفاة طاهرة طيبة يغبطني بها
رأيت كأني أرى أبا رفاعة على ناقة سريعة، وأنا على جمل قطوف، فيردها علي حتى حين أقول الآن
انتهيت إلى رسول الله ﷺ وهو يخطب، فقلت: يا رسول الله، رجل غريب يسأل عن
مالي ولكم، تطئون عقبي في كل سكة، وأنا إنسان ضعيف، تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم، فلا
وانتضى صاحب القطيفة سيفه، وكسر جفنه، فألقاه، ثم جعل يقول: تمنوا، تمنوا، لتمت وجوه، ثم لا
توجه بالناس يوم اليمامة، فأتوا على نهر، فجعلوا أسافل أمتعتهم في حجزهم، فعبروا النهر،
قبح الله ما بقي منك، فطرحه، ثم جاء إلى سيفه فأخذه
خير الناس رجل بلغه الإسلام وهو في داره وأهله وماله، فعمد إلى صرمة من إبله، فحدرها إلى دار
أي الناس خير منزلة عند الله ﷿ بعد أنبيائه وأصفيائه؟ قال: المجاهد في سبيل الله ﷿
أي الناس خير منزلة عند الله ﷿؟ قال: رجل على متن فرسه يخيف العدو، ويخيفونه. ثم أشار
ألا أنبئكم بخير الناس وشر الناس؟ إن خير الناس رجل عمل في سبيل الله ﷿ على ظهر فرسه،
ألا أخبركم بخير الناس منزلا؟ قال: قلنا بلى يا رسول الله. قال: رجل آخذ برأس فرسه في سبيل
يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا﴾ [آل عمران: ٢٠٠] قال: أمرهم أن يصبروا على
صابروا المشركين، ورابطوا في سبيل الله
رباط يوم وليلة - أو يوم أو ليلة - كصيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطا، أجري عليه مثل ذلك من
من مات على مرتبة من هذه المراتب، بعثه الله ﷿ عليها يوم القيامة. قال حيوة: رباط وحج
كل ميت يختم على عمله الذي مات عليه، إلا المرابط في سبيل الله ﷿ فإنه ينمو له عمله إلى
المجاهد من جاهد نفسه بنفسه
أيما عبد مؤمن مات وهو على مرتبة من هذه الأعمال، بعثه الله ﷿ عليها يوم القيامة فأحببت
إنكم ستجندون أجنادا، وتكون لكم ذمة، وخراج، وسيكون لكم على سيف البحر مدائن وقصور، فمن أدرك
من نزل منزلا يخيف فيه المشركين، ويخيفونه، حتى يدركه الموت، كتب له كأجر ساجد لا يرفع رأسه
فيمن يموت مرابطا: أنه يأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة
يبعث الله ﷿ يوم القيامة أقواما يمرون على الصراط كهيئة الريح، ليس عليهم حساب ولا
رباط يوم في سبيل الله ﷿ خير من صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطا في سبيل الله ﷿
يوشك أن يأتي على الناس زمان، خير الناس فيه منزلا رجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، كلما
من لم يكرم ضيفه، فليس من محمد ولا إبراهيم، طوبى لعبد أمسى متعلقا برأس فرسه في سبيل الله
سيكون في أمتي قوم يسد بهم الثغور، تؤخذ منهم الحقوق، ولا يعطون حقوقهم، أولئك مني وأنا
من حرس ليلة في سبيل الله ﷿ كان له من كل إنسان ودابة قيراط قيراط
لأن أبيت حارسا وخائفا في سبيل الله ﷿ أحب إلي من أن أتصدق بمائة
ثلاثة أعين لا تحرقهم النار أبدا: عين بكت من خشية الله، وعين سهرت بكتاب الله، وعين حرست في
خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة ذات الرقاع، فأصاب رجل من المسلمين امرأة رجل
إنكم ستجندون أجنادا: جندا بالشام، وجندا بالعراق، وجندا باليمن. فقال ابن الخولاني: أخبرني
لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا، فإن فيهم قوما كارهون لما ترون، وإن فيهم
ليأتين على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام
النفقة في أرض الهجرة مضاعفة بسبع مائة ضعف، وأنتم المهاجرون أهل الشام، لو أن رجلا اشترى
لا يزال في أمتي سبعة لا يدعون الله ﷿ بشيء إلا استجيب لهم، بهم تنصرون، وبهم تمطرون.
من لم يدرك الغزو معي فليغز في البحر، فإن قتال يوم في البحر خير من قتال يومين في البر، وإن
من لم يدرك الغزو معي فعليه بغزو البحر
خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد: القتيل في سبيل الله شهيد، والغريق في سبيل الله ﷿
غزوت البحر زمان معاوية، ومعنا أبو أيوب الأنصاري عام المد
عجبت من أناس من أمتي عرضوا علي آنفا على سرر أمثال الملوك، يركبون هذا البحر الأخضر في سبيل
غزوة في البحر أحب إلي من قنطار متقبلا
ما كنت لأحمل أحدا من المسلمين على هذا ما بقيت
عليك بالبر، لا تؤذي، ولا تؤذى. قال: إني أردت البحر. قال عبد الله: إن حفظت ستا استوجبت
لأن أغزو على ناقة ذلول صموت أحب إلي من ركوب البحر
كان يصلي على الرجل الذي يراه يخدم أصحابه
سيد القوم خادمهم في السفر
صحبت ابن عمر لأخدمه فكان يخدمني
تعلموا المهن، فإن احتاج الرجل إلى مهنته، انتفع بها قال: وحدثنا أشياخنا أن معاوية بن أبي
يشترط على أصحابه أن يكون خادمهم قال: فخرج في الرعي في يوم حار، فأتاه بعض أصحابه، فإذا هو
من خدم أصحابه في سبيل الله ﷿ فضل على كل إنسان منهم بقيراط من
أريد أن أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث خصال. فيقولون: ما هي؟ قال: أكون لكم خادما، لا
يشترط على الرجل إذا سافر معه على أن لا يسافر معه بجلاله، ولا ينازعه في الأذان، ولا
كلكم خير منه
من استطاع منكم أن يموت حاجا، أو معتمرا، أو غازيا، أو في نقل الغزاة فليفعل، ولا يموتن
بلغ عمر بن الخطاب ﵁ أن أبا عبيدة حصر بالشام، وتألب عليه العدو، فكتب إليه عمر:
رأيتني يوم مؤتة اندق بيدي تسعة أسياف، فصبرت في يدي صفيحة يمانية
من رمى بسهم فبلغه، فله درجة في الجنة. قال رجل: يا نبي الله، إن رميت فبلغت، فلي درجة؟ قال:
من شاب شيبة في سبيل الله ﷿ كانت له نورا يوم القيامة
أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما، فإن الله ﷿ جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام
لولا ثلاث: لولا أن أسير في سبيل الله ﷿، أو يغبر جبيني في السجود، أو أقاعد قوما
أغمي على رجل من الصدر الأول، فبكى، فاشتد بكاؤه، فقالوا له: إن الله ﷿ رحيم، إنه غفور،
غدوة في سبيل الله ﷿ أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت
لسفرة في سبيل الله ﷿ أفضل من خمسين حجة
لأن أمتع بسوط في سبيل الله ﷿ أحب إلي من حجة في إثر حجة
رجل يريد الجهاد في سبيل الله ﷿، وهو يبتغي عرضا من الدنيا. فقال رسول الله صلى الله
أبواب الجنة تحت ظلال السيوف فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى، أنت سمعت رسول الله صلى
أبواب الجنة تحت ظلال السيوف فقام شاب قد،. ..، فقال: كيف قلت يا أبا موسى؟ فأعاد عليه
ومن يولهم يومئذ دبره﴾ [الأنفال: ١٦] قال: ذلك يوم بدر
ومن يولهم يومئذ دبره﴾ [الأنفال: ١٦] قال: ذلك يوم بدر، فأما اليوم فينحاز إلى فئة، أو
لو فاءوا إلي لكنت لهم فئة
إن يكن منكم عشرون صابرون﴾ [الأنفال: ٦٥] إلى آخر الآيتين قال: إن فر رجل من ثلاثة، لم يفر،
ومن يولهم يومئذ دبره﴾ [الأنفال: ١٦] قال: هذه منسوخة بالآية التي في الأنفال: ﴿الآن خفف
نزلت: ﴿إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين﴾ فشق ذلك على المسلمين حين فرض عليهم أن لا
رجلا كان في شرب أصاب حدا، فلم يقم عليه بينهم ذلك الحد، ثم بدا له ليقيمه عليه، فامتنع
صلاة الخوف. قال: يقوم الإمام معه طائفة من الناس، وتكون طائفة بينهم وبين العدو، فيسجد سجدة
صلى النبي ﷺ بإحدى الطائفتين ركعة، والأخرى مقبلة على العدو، ثم انصرفت هذه
صف أصحابه صفين، وما بهم يومئذ كبير خوف، ولكنه أحب أن يعلمهم دينهم، فصلى بطائفة ركعة،
صلى رسول الله ﷺ وصف خلفه صفا، وصف موازي العدو، وهم في صلاة كلهم، فكبر
يصف صفا موازي العدو، وليسوا في صلاة، ويصف صفا خلف الإمام، فيصلي بهم ركعة، ثم يذهب هؤلاء
فإن خفتم فرجالا أو ركبانا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قال: تصلي حيث توجهت راكبا وماشيا، وحيث توجهت بك
ما له خالف، خولف به
أرغبت عن صلاتي. قال: لست مثلك، أنت تسعى في عنق، ونحن نسعى في رفق. فلم يعب عليه ما
صلاة المطاردة قال: ركعة وسجدتين يومئ إيماء
فرجالا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قال: عند المسايفة ركعة واحدة، إنما الركوع والسجود وأنت تمشي، أو
صلاة عند المسايفة قالوا: ركعة تلقاء وجهك
عند المسايفة تجري تكبيرة قال سفيان: ركعتين ركعتين يومئ إيماء أو قال عن جويبر، عن الضحاك
القصر واحدة عند القتال، وإن ركعتين ليستا بقصر
يصلي حيث كان وجهه، يومئ إيماء، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه، ولا يدع الوضوء ولا
فإن خفتم فرجالا أو ركبانا﴾ [البقرة: ٢٣٩] قال: إذا طلب الأعداء، فقد حل لهم أن يصلوا قبل أي
صلوا على ظهر دوابكم، فمر برجل قائم يصلي بالأرض قال: ما هذا؟ يخالف خالف الله به، فإذا هو
الرجل يطلب عدوه، وهم منهزمون، فحضرت الصلاة، أيصلي على ظهر فرسه؟ قال: بل ينزل، فيستقبل
إن كنت الطالب فانزل فصل، وإن كنت المطلوب فأومئ إيماء
رأيت سعيد بن جبير وعطاء يومئان إليه، والإمام يخطب
كان يومئ والحجاج يخطب
الوليد أجرى الصلاة بالخيف، فقلت لعطاء: وكيف صنعت؟ قال: أومأت قال داود: خطب يومئذ بعد
أما أني في أول جيش، أو قال: في أول سرية دخلت أرض الروم، زمن عمر بن الخطاب ﵁،