153

Cevher

الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

Yayıncı

دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Yayın Yeri

الرياض

فدعا الله، فنجا، فرجع، لا يلقى أحدًا إلا قال: قد كفيتكم ما هنا، فلا يلقى أحدًا إلا ردَّه. قال: ووفى لنا. وسراقةُ هو القائل لأبي جهل بن هشام حين رَجَعَ من اتِّباع رسول الله ﷺ في الهجرة، وكان شاعرًا مجيدًا أبا حكمٍ والله لو كنت شاهدًا ... لأمر جوادي إذ تَسوخُ قوائمُه علمت ولم تَشْكَك بأنَّ محمدًا ... رسول ببُرهانٍ فَمَن ذا يُقاومُه؟ عليك بكفِّ القوم عنه فإنني ... أرى أمره يومًا سَتبدو مَعالمه بأمر يودُّ الناسُ فيه بأسرهم ... بأن جميع الناس طُرأً يُسالمُه وسراقةُ هو الذي تبدَّى إبليس على صورته لما أجمعت قريش المسير إلى بدر. وذكرت الذي بينها وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة. فكان ذلك يَثنيهم. فقال لهم إبليس، وهم يظنونه سُراقة: أنا لكم حارٌ من أنْ تأتيكم كنانةُ بشيء تكرهونه. فخرجوا سراعًا فلما التقى الجمعان ببدرٍ، ورأى إبليس جنود الله من الملائكة قد نزلت للنصر والإمداد نكص على عقبيه، وقال للمشركين: " إني بريء منكم، إني أرى مالا ترون ". قال أبن إسحاق: وعُمير بن وهب الجُمحيُّ والحرث بن هشام المخزوميُّ: قد ذُكر لي أحدهما هو الذي رأى إبليس يوم بدر، قد نكص على عقبيه: فقال: أين أي سُراق؟ ومثل عدوِّ الله، فذهب. فأنزل اللهُ ﵎:) وإذ زينَّ لهُم الشيطانُ أعمالهم وقال: لا غالب لكم اليوم من الناس، وإني جارٌ لكم (فذكر استدراج إبليس إياهم، يستشهدُ بسراقة من مالك بن جُعشُم لهم، لأنهم كانوا يرونه في كل

1 / 167