في ذاته فكأنه لم يفقد
فسمت قواعده سمو الفرقد
وغدا لأرباب الجحود بمرصد
من بأس جيش كالخضم المزبد
وبفخره المتضاعف المتعدد
فهو ا المجاهد للعدو المعتدي[34/ب]
سلفت وللحسن الإمام الأمجد
نوش النسور طريح قاع فدفد
بمقالة تصمي قلوب الحسد
لمحمد بن القاسم بن محمد
وأقم به يا رب ملة أحمد
محمودة حتى أفوز بمقصد
سجدت جباه للصلاة بمسجد
وهذه قصيدة قالها غفير وهو رجل معروف، كان من خواص السيد عامر بن علي قدس الله روحه، ثم ارتد إلى الأتراك وظهرت منه نفثات في الإمام القاسم -عليه السلام- وتعذر على الإمام -عليه السلام- إهراق دمه بعد أن بالغ فلم يظفر به لملاذه بالأتراك(1)، ثم رجع إلى الإمام المؤيد -عليه السلام- وذكرنا قصيدته(2)؛ لأنها تضمنت ذكر كثير من الوقائع في الترك وهي هذه:
بدأت نظامي بالإمام المؤيد
وأرسلته بالزهر والزهر أسطرا
يقول إذا ضاع المقال فإنه
خدمت أمير المؤمنين بحبه ... وكررت قولي بالمقام المحمدي
على وجه طرس من لجين وعسجد
يضوع بعرف العنبر الرطب في اليد
كقطر الندى في قلب كل موحد
وأخبره أني قد خرجت بصبيتي
لدى البحر مولانا الحسين الذي به
منيف اللوا صافي الولا شرف الملا
حكى الملأ الأعلى بلطف وشيمة ... إلى حلة فيحا وصرح ممرد
جهابذة الإسلام تحمي وتهتدي
وأزكى الملوك الهاشمية عن يد
ورجح أهل الأرض في كل مشهد
سروري حبوري وقفة في مقامه
أفاض علي الفضل من كل وجهة
وعززه المولى الصفي الذي صفت
فها أنا في عز وجاه ونعمة ... ورؤيته أنسي وقدسي ومقصدي
فقام به جاهي وأثرت به يدي[35/أ]
به طيبات الحامدين لأحمد
ينيف على قرن المجرة فرقدي
ومما يزيد العز والنصر والهدى
مؤيد دين الله خير خليفة
فصيح بليغ ماهر متكلم
فرائدها كاللؤلؤ الرطب أصبحت ... نظام القوافي والثنا في محمد
يعيد الأمور الصالحات ويبتدي
أحاديثه تروى فيروى بها الصدي كعقد على جيد الوجود منضد
Sayfa 89