علمه وأما علمه الغزير وتحصيله الكثير فمما يضرب به المثل كان -عليه السلام- معروفا بكثرة السماعات والطرق والروايات، ولقد سمعت أنا وغيري في زمن والده الإمام المنصور بالله -سلام الله عليه - من كثير من العلماء أن سماعاته أكثر [3/ب] من والده - سلام الله عليهما- وكان العلماء يرجعون إليه ويعولون عليه.
أخبرني القاضي العلامة صفي الدين أحمد بن سعد الدين أطال الله بقاه أن عدة من كبار العلماء طلبوا من مولانا الإمام المنصور بالله -سلام الله عليه- سماع(1) (البحر الزخار) في بعض الأيام، فاعتذر بما هو أهم وقال: لكن يقرأون على الولد محمد حفظه الله فقرأوه(2)، ثم تشعبت عليهم الأنظار في بعض المسائل وكثر الخوض فيها فعرفوا الإمام -عليه السلام- فأقسم لا عنده غير ما رجحه مولانا محمد -عليه السلام - فيها، وكان المتولي للتدريس في زمن والده في الكتب الكبار وما يحتاج العلماء فيه إلى كثرة المراجعة والبسط وأنهم يعرفون من الإمام المنصور بالله -عليه السلام- الإشتغال بالجهاد فيعولون عليه ويفزعون في ذلك إليه، فكان إمام العلوم ومداوي الكلوم.
Sayfa 6