263

Parlak Mücevher - 1

الجوهرة المنيرة - 1

Türler

وما كان من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من مصالحة قريش وقريضة وغيرهم جعل الله في ذلك عزة للإسلام وقوة وحما لأهله، وعلى ذلك اعتمدنا وبه اقتدينا فيما كان بيننا وبين هؤلاء الظالمين من المهادنة في هذه المدة الماضية والأيام السالفة، نظرا منا فيما نظره -صلى الله عليه وآله وسلم- من المصلحة، ولم نزل والمنة لله علينا(1) بعد عقدها حافظين لعهودها راعين لحرمتها ممتثلين قول الله عز وجل: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا}[الإسراء:34].

وما زال ممن مضى ممن يتولى لهم قائمين أيضا بحقوقها راعين لها.

ولما انتهت النوبة إلى الباشا حيدر هذا لم يزل ينقضها عقدة عقدة وينكثها طاقته وجهده، ونحن في أثناء ذلك نذكره الله واليوم الآخر وما عظم الله [181/أ] عز وجل الوعيد فيه ونباعد عنه الجاهلية من غدر الغادر وهو لا يزداد إلا نفورا استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله حتى سفك الدم ، وانتهك في ذلك كل محرم، ولما أعيا دواه وشرا داؤه وكثر اعتداؤه علمنا أن الله عز وجل قد رفع تلك الرخصة في المهادنة، وعزم في الجهاد له والنكاية والمنابذة والمباينة لقوله عز وجل: {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون، ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم}[].

Sayfa 289