233

Parlak Mücevher - 1

الجوهرة المنيرة - 1

Türler

ولما انتهب(1) المجاهدون محطتهم وما فيها من المضارب والخيام والأثقال والآلات، واحتزوا الرؤوس وجرت الدماء كما أخبرني بعض من كان مع أهل كوكبان أنهم كانوا يسمعون مع أوليهم أن دماء أهل كوكبان تسيل في هذا الموضع إلى السمتين خرقين(2) في الجبل المذكور، قال: فوالله لقد رأيت الدم ينصب فيها وله دوي. ثم تقدم السادة رحمهما الله إلى بيت عز(3) مقابلا لكوكبان وعشروا من هنالك وتقدم سرعان الناس فنهبوا من شبام كثيرا، ووصل أهل المدينة واستأمنوا وأهل الحصن غلقوا الأبواب وقبض المفاتيح الأمير علي بن شمس الدين(4) كما بلغ.

قال مولانا الحسن رحمه الله: فتركنا في بيت عز ومقابل كوكبان جماعة، وتقدمنا إلى القرب من بركة الغرانيق موضعا هنالك، وفي جانب المكان جلب سبيل، فدخلت أنا والصنو الحسين للمشورة فقلت: ماذا نفعل بعد هذه الوقعة التي تفضل الله بها، فالصواب أنك تستقر [102/أ] في هذه المواضع وتقطع ما بين كوكبان وبكر وترجع لحصار من في الطويلة الذي كانوا هنالك وأنا أترك لكم محطة من أصحابي ورئيسا، ونرجع خدار لنتوسط ما بين صنعاء وذمار فقد عرفت أن أصحابي في اليمن وأخاف عليهم مع البطا(5) عنهم.

قال: وقلبنا الرأي في مثل ذلك، قال: فبعد عني الصنو الحسين وقال: لا يمكن منه الإستقرار في هذه المواضع، وأنهم يطالبونه بالنفقات وما يقوم بهم وقد صار معهم فمن أين يأتيه المدد؟ وماذا يفعل بل يبقى حتى ينظر ما يستقر لنا من الأحوال.

قال: فغضبت من قوله وقلت: أصحابي الذين أتركهم عندك عهدتي وأصحاب الإمام عهدته وأصحابك عهدتك أو كما قلت.

Sayfa 259