165

Parlak Mücevher - 1

الجوهرة المنيرة - 1

Türler

وهم الذين يستدل بالإحسان إليهم على السعادة وبضد ذلك والعياذ بالله على الشقاوة أعاذنا الله وإياكم منها. ثم عليك أن تجعل الأناة نصب عينيك وشعار قلبك الذي بين جنبيك، وأن تستظهر بآراء ذوي التجربة الذين كثرت عليهم المحن، وقلبوا الأمور ظهرا لبطن. وأن تستشير كلا منهم على انفراده فإنه أحرى أن يفيظ إليك خلاصة اجتهاده فإن اتفق رأيهم فقد صار الخطأ مأمونا ونهج الإصابة معلوما لا مضنونا، وإن اختلفت الأنظار وتفاوتت فيها الأقدار، رجعت إلى الله سبحانه وتعالى فاستخرته فهو نعم المستخار، وأخذت بما يوجب العفو والأناة، ولتكن المشورة مقدمة أعمالك والصفة الغالبة عليك في جميع أحوالك، حتى فيما لا مشورة فيه من مأكل ومشرب وما شاكلهما من مقصد [70/ب] ومأرب، ووطن نفسك على الأخذ بهذا الأدب الذي حث عليه العقل وندب ورغب إليه من ساس الأمور وجرب، وليتقرر عندك أن الخير في مجانبة الهوى، فالله تعالى يقول لنبيه داود -عليه السلام-: {ياداوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب}[ص:26] (1).

ويقول سبحانه وتعالى: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى}[النازعات:40-41].

Sayfa 180