ومنهم القاضي العلامة الصدر الفهامة الحاكم المتفنن شمس الدين أحمد بن يحيى بن إبراهيم بن صلاح الآنسي، من هجرة مسطح(1) من بلاد بني قشيب(2)، بلدة أهلها معروفون بالفضل والعلم والزهادة، وهي متصلة ببلد الغشم، كان والده القاضي العلامة الزاهد العابد يحيى بن إبراهيم من الطبقة الأولى ممن يستدفع به البلاء، ويستدر به المطر، وله فضائل وعبادة يضرب بها المثل في بلادهم، توفي ........(3) وقبره مشهور مزور، عليه قبة عمرها ولده أطال الله بقاه [47/ب] وعلى السيد العالم الفاضل الشهير عماد الدين يحيى بن قاسم بن يوسف بن المرتضى بن المفضل بن منصور بن المفضل بن الحجاج(4) وهو عبد الله في رواية، وهي أظهرها بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن يحيى بن الناصر بن الهادي -عليهم السلام-، وكان القاضي أوصى ولده بأن يقبره إلى جنب السيد عماد الدين.
قال القاضي أطال الله بقاه: ولما احتفرنا قبر الوالد انفتح إلى قبر السيد رحمه الله كوة، ففاح لنا منها رائحة المسك الذي لا نعرفه في الدنيا، فأعدنا ما انهدم، وقد رأيت ساقه صحيحا. ووالده إبراهيم بن صلاح من أهل الزهادة والفضل وخلوص المحبة لأهل البيت والإهتمام بحوائج ضعفائهم، ووالده القاضي صلاح من الزهاد الكبار، والعلماء الأبرار، كثير الإنفاق والتواضع، من عجيب ما يروى عنه(5) أنه يركب إذا احتاج المسير دابة من غير إكاف(6) والسجادة بين يديه، فإذا وجد موضعا موافقا تنفل فيه وإذا عرض النوم ارتبط دابته ونام في أي موضع ويقول: نعمة أرسلها الله لعبده يبادر بتلقيها.
ويروى أن بعضهم وجده في موضع على تلك الحالة مهتما في طريق بخلاف العادة فقال: أين تريد يا سيدنا وأكثر عليه، فتبسم إليه وقال: لي ابنة بلغت التكليف في هذه الليلة وعهدي بفلان من الفضلاء كفؤا لها، فأريد أخبره هل يتزوجها أو كما قال.
Sayfa 124