81

Jawhar Muqtasar

الجوهر المقتصر لأبي بكر أحمد بن عبد الله الكندي

Türler

الدليل على ذلك قول الله تعالى: (وقد خاب من حمل ظلما) (14) أي من مات مصرا إلا من تاب من ظلمه توبة صحيحة. فمحال أن يكون حاملا للظلم وقد قال الله تعالى: (والذي إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما * والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما) (15) إلى قوله: (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحميا) (16) ومن يبدل الله سيئاته حسنات فمحال أن يكون حاملا للظلم. وقال: (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم الله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤب الله المؤمنين أجرا عظيما) (17)، وفي هذه الآيات الدالة على ذلك كثير، والله أعلم.

الباب الثامن والعشرون

باب القاعدة الثانية وبيان حكم دين رسول الله

صلى الله عليه وسلم

وأما القاعدة الثانية فهي في الدين الذي كان عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قائما. وداعيا إليه، وعاملا به، حتى مات، هو دين الله تعالى الذي ذكرناه في القاعدة الأولى بعينه حقيقة لا شك عندنا في ذلك وأن قولنا، كل من مات على دين رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته فهو من أهل الحنة مستحق لجميع تلك الأسماء التي ذكرناها، من مات على غير دينه أمته فهو من أهل النار مستحق لجميع تلك الأسماء القبيحة التي ذكرناها، غير المشتقة من الأفعال كالزاني والسارق والمرابي وما أشبه ذلك، فلا يسمى بهذه الأسماء إلا فاعلوها.

فقولنا من مات على غير دين الله أو على غير طاعة الله فهو من أهل النار لا فرق في ذلك إذ دين محمد صلى الله عليه وسلم هو دين الله بغينه حقيقة.

Sayfa 88