وهؤلاء هم فرق أهل القبلة الجاري عليهم حكم الملة وهم اثنان وسبعون فرقة إلا من كاد منهم أن يلحق بأهل الدرجة الثانية.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة)). قال أصحابنا: ونحن تلك الفرقة، والحق عندنا غير دارس ولا مجهول، ولأهل هذه الدرجة مقالات معروفة ومذهب موصوفة يطول بذكرها الكتاب ويتسع باستيعاب شرحها الخطاب.
ونحن نشهد لمن مات من هؤلاء مصرا (1) على خلاف ما دانت به الإباضية بالخزي والصغار والخلود في النار. ولقلة معرفتنا بتعينهم وصفهم وضعف معرفتنا ببعض جملتهم سنقتصر على مقتضى أربنا، ونجعل ذكر من حاد منهم عن مذهبنا في ثلاثة أصناف.
مسألة: فالصنف الأول في الروافض ... المضاهى بهم في سنة الرسول أهل البيع بقوله صلى الله عليه وسلم: ((الرافضة نصارى هذه الأمة)) وهم فرق كثيرة ولا غرض لنا في صف فرقهم وما تباينوا فيه من إفك مختلفهم، وإنما الغرض تخليص أهل الحق منهم وإبانهم في التدين بالحق عنهم فمتى وضح تكفيرهم فاز بالحق غيرهم، وتكفير كل فرق الأمة، ولو في مسألة واحدة كاف عن إسباغ القول في شرح ضلالاتهم ووصف الرد على حججهم ودلالاتهم، وبالله [63] التوفيق.
مسألة: فأهل هذه الدرجة إلا من شاء الله منهم مجتمعون على القول بالوصاية إلى على بن أبي طالب ويدين أكثرهم إلا من شاء الله بالبراءة من الخليفتين الصالحين أبي بكر وعمر رحمهما الله.
وقد أوردنا طرفا من الرد عليهم في أمر الوصاية إلى على في الكتاب الذي كتبناه لأصحابنا الخضارم (2) والله أعلم. وبه التوفيق.
مسألة: وأما الصنف الثاني فهم المرجئة والشكاك المساوون في حكم الآخرة بين الصالحين والأفاك، ولأهل هذه الدرجة أسماء وألقاب وتنازع في مذاهبهم وأسباب، وأظنهم يجمعهم الشك في وعيد الله لمن مات مصرا والدينونة بطاعة الجبابرة أعداء الله.
Sayfa 81