الثاني: محال كونه من طريق السمع من الكتاب أو السنة أو الإجماع كخروج أهل الجنة أو النار منها، وكبعث نبي بهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما أشبه ذلك، فهذان الضربان قد سما هما المتكلمون محالا أي كونه محال.
الثالث: أن يكون مجهولا فقد خفي علينا أنه يمون أو لا يكون إذا لم تقض الدلالة من الكتاب ولا السنة ولا من الإجماع بأنه يكون أو لا يكون، مع إمكان كونه من طريق العقل، فهذا ضرب يسميه المتكلمون ممكنا، وهو أنه يجوز أ، يكون، ويجوز أن يكون، و يجوز أن لا يكون.
فأنا الواجب فإضافة القدرة إليه واجبة والعالم بكونه واجبا عند قيام الحجة. وأما الممكن فإضافة القدرة إليه واجب.
وأما كونه فشروط الإرادة وهو إن أراده البارئ فهو كائن، وأن لم يرده لم يكن.
وأما المحال الذي علم استحالته من طريق السمع فالقدرة إليه متطوعا وإيقاعها عليه واجب.
وأما كونه فتابع للإرادة، والله أعلم.
وأما المحال الذي علم استحالته قبل العقل فإيقاع القدرة عليه محال في العقل، فإن معنى المحال ما أحيل عن وضعه في الحكمة، ولا يكون في العقل بحال ولا يمكن فليس بشيء، وما ليس بشيء فلا يصح إيقاع القدرة على إعدامه وهو معدوم، ولولا أن ذلك كذلك لمل كان للحقائق فضيلة. وسيأني بيان ذلك فيما بعد غن شاء الله.
الباب التاسع عشر
باب مسائل المحال المأثورة الموجودة
في آثار المسلمين المشمين المشهورة
فمن ذلك [39] ما وجدته مضافا إلى مختصر الشيخ أبي الحسن رحمه الله، وأرجو أنه عنه ولا تنازع في صحته، وهو قوله: وذكرت أن نباحيتكم رجلا يلقى عليكم مسائل وعلى الضعفاء، وخفتم أن يضيق عليكم جهلها ويلزمكم علمها فكان من مسائل أن قال: هل يقدر الله تعالى أن يخلق مثله؟ وما يكون الاعتقاد والجواب لقائله؟
فأما الاعتقاد فإنه يعتقد إذا سمع ذلك أن الله تعالى لا مثل له، وأنه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (1).
Sayfa 52