İnsanlığın Özü: Bitmeyen Bir Arayış ve Durmaksızın Bir Hareket
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
Türler
20
كان أرشميدس يستحم، وفي أثناء نهوضه للخروج من حوض الاستحمام، أو ربما وهو يجلس فيه، انتبه إلى أهمية حقيقة أن مستوى الماء تغير. ويجب أن يكون مستوى هذا التغير مساويا لحجم الجسم. فاكتشف بذلك كيف يمكنه قياس حجم الأشياء التي ليس لها شكل هندسي؛ ببساطة عن طريق قياس مقدار الماء الذي تحل محله. وفي ظل معرفة وزن تاج الملك ومعرفة حجمه أيضا، لم يتطلب الأمر إلا قسمة أحدهما على الآخر من أجل الحصول على كثافته. وكان شك الملك في محله؛ فلم يكن تاجه مصنوعا من الذهب الخالص. (2-2) جاليليو
كان جاليليو جاليلي (1564-1642) (صورة 6)، مخترعا مثل ليوناردو دافنشي؛ وقد صمم تليسكوبات أفضل من أي شخص من قبل. لكن على عكس ليوناردو، لم يكن يقتصر عمله على الملاحظة والتدوين فحسب. فصمم تجارب من أجل تدعيم نظرية معينة أو دحضها. وبصفته مجربا يستخلص استنتاجات دقيقة من نتائجه، كان يشبه في ذلك أرشميدس ونيوتن. وتجدر بنا الإشارة إلى أن تجارب داروين كانت الطبيعة هي التي تجريها له؛ فلم يكن يفعل إلا مجرد (مجرد!) استنتاج المعنى الذي يكمن وراءها. وكذلك كانت نظريات أينشتاين؛ ففي حالته كان كل ما يحتاج إليه من أجل إثبات صحة نظريته بضعة قياسات أجراها آخرون.
حتى عصر جاليليو لم يشك أحد في رأي أرسطو الذي يقول إنه كلما زاد وزن الجسم زادت سرعة سقوطه على الأرض. قرر جاليليو إجراء تجربة. كانت بسيطة للغاية، ونحن جميعا نعرف النتيجة؛ فقد أخذ حجرين، أحدهما أثقل وزنا بعشر مرات من الآخر، وتسلق برج بيزا المائل. ومن على قمة البرج رمى كلا الحجرين؛ فوصلا إلى الأرض في الوقت نفسه. وإن كان أرسطو محقا فإن الحجر الأخف وزنا كان من المفترض به أن يأخذ وقتا أطول بعشر مرات حتى يسقط على الأرض. لا تحطم دوما تجارب بمثل هذه البساطة آراءنا الراسخة مسبقا عن العالم. ولم يترك جاليليو الأمر عند هذا الحد؛ فقد وضع حجة منطقية بالكامل لإظهار أن اقتراح أرسطو لا يمكن أن يكون صحيحا؛ حيث أدى إلى تضارب واضح.
21
سمحت تليسكوبات جاليليو له برصد البقع الشمسية واكتشاف أقمار المشتري. فكان إدراكه بأن أقمار المشتري تدور حوله وليس حول الأرض، مع حصوله على بيانات أكثر دقة حول مدار الزهرة، هو ما أقنعه أن اقتراح عالم الفلك البولندي نيكولاس كوبرنيكوس كان صحيحا؛ فالأرض (والكواكب الأخرى) تتحرك بالفعل حول الشمس، وليس العكس. كان هذا الإصرار على أن الأرض ليست مركز الكون المعروف، هرطقة مؤكدة في نظر كنيسة روما. أدرك جاليليو هذا، لكنه قرر اتباع جوردانو برونو (القس الذي وسم فيما بعد بالهرطقة) في التأكيد على أن الإنجيل يجب اتباعه في تعاليمه الأخلاقية، وليس كمصدر للمعرفة الفلكية؛ فلماذا منح الله الإنسان عقلا إذا لم يكن يريد منه استخدامه؟ لذلك لم يحجم جاليليو عن نشر آرائه. أي عالم يمكنه أن يحجم عن تسجيل دلالة نتائجه الحالية؟ أحيانا لا يوجد خيار أمامهم. فاضطر العلماء السوفييت إلى منع أنفسهم؛ خوفا من الاضطهاد والنفي والموت، من الإشارة إلى أن آراء ليسينكو حول توريث الصفات المكتسبة بالتكيف محض هراء؛ فقد كان تروفيم ليسينكو صديق الرفيق ستالين وربيبه. فكان مكتب محاكم التفتيش متساهلا في هذه الحالة أكثر من مكتب المدعي العام في موسكو؛ فكل ما فعله هو طرده من الكنيسة. لم تكن محاكمته في عام 1633 مواجهة بين الدين والعلم بقدر كونها عداوة شخصية تجاهه، فكانت الأسباب الفعلية لمحاكمته تجاهله لمرسوم صدر مسبقا يحظر على وجه الخصوص مناقشة آراء كوبرنيكوس بأي طريقة؛ بصرف النظر عن تأييدها أو معارضتها. لم يعان كوبرنيكوس نفسه من مثل هذا الاستهجان؛ فلحسن حظه كان المناخ الديني في بولندا في القرن السادس عشر متحررا نسبيا. هل أجرؤ على الإشارة إلى أن هذا تزامن مع ظهور البروتستانتية في شمال أوروبا؟ (2-3) نيوتن
يمثل الانتقال من جاليليو إلى نيوتن عملية تطور سلسة؛ فقد ولد إسحاق نيوتن في العام الذي توفي فيه جاليليو. ومثل أرشميدس من قبله، كان نيوتن في المقام الأول عالم رياضيات علم نفسه بنفسه؛ وفي سن 27 عين لمنصب الكرسي اللوكاسي للرياضيات في جامعة كامبريدج، الجامعة التي التحق بها كطالب منذ 9 سنوات. تمحور التعليم الذي حصل عليه فيها حول الفلسفة؛ المنطق والأخلاق الأرسطية (التي كان يعرف معظمها قبل قدومه؛ ومن ثم فاقت معرفته بعلم المنطق معرفة معلمه). ومع ذلك، لم ينجز نيوتن معظم أعماله العظيمة داخل جدران الجامعة، بل في منزله في وولسثورب مانور بالقرب من جرانثام في لينكولنشير. وعندما حان وقت حصوله على ليسانس الآداب، بعد 4 سنوات من التحاقه بجامعة كامبريدج، أغلقت الجامعة؛ فقد وصل الطاعون مرة أخرى إلى إنجلترا. قضى نيوتن الشاب الجزء الأخير من عام 1665 وعام 1666 بأكمله في المنزل، في دراسة منعزلة. واتضح أن هذه الفترة كانت أكثر فترات حياته إثمارا.
أولا: واصل بحثه عن حل للنظرية ذات الحدين (أ + ب)
ن . أدى هذا إلى توصله إلى مفهوم المتسلسلة اللامتناهية في الرياضيات، ومنها إلى توصله إلى صياغة مبادئ علم التفاضل والتكامل (الذي أطلق عليه اسم «الفروق المستمرة»)؛
22
Bilinmeyen sayfa